الفراعنة في إفريقيا (1) - حقبة الإنجازات "المنسية" في تاريخ منتخب مصر

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 - 21:54

كتب : أحمد العريان

منتخب مصر عام 1957

منتخب مصر يعود للمشاركة في أمم إفريقيا بعد غياب 7 سنوات، وهو البطل المتوج باللقب لسبع مرات من قبل، كأكثر المنتخبات تتويجا.

الفراعنة في إفريقيا.. سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com مع اقتراب بداية كأس الأمم الإفريقية 2017 بالجابون.

ـ ـ ـ

هل تظنون أن الجيل الذهبي لمنتخب مصر مع حسن شحاتة وبقيادة محمد أبو تريكة مع عمرو زكي وعصام الحضري هو فقط الأفضل في تاريخ الكرة المصرية؟

نعم هو جيل عظيم، لكن بالأرقام يوجد من حققوا إنجازات مقاربة لهذا الجيل.

السودان 1957

مصر، السودان، إثيوبيا وجنوب إفريقيا هم الدول الأربع الذين أسسوا الاتحاد الإفريقي باجتماعهم في 8 فبراير عام 1957 في السودان.

البطولة الأولى في تاريخ أمم إفريقيا أقيمت في السودان، ولم تفوت مصر تلك الفرصة لأن تكون البطل الأول.

كان يفترض أن تقام البطولة من 4 منتخبات هم مصر والسودان، وجنوب إفريقيا وإثيوبيا.

وبسبب إصرار جنوب إفريقيا على عدم استدعاء سوى اللاعبين البيض فقط في قائمة البطولة بسبب سياسة الفصل العنصري التي كانوا يتبعونها، فقد تقرر عدم مشاركتهم في البطولة.

ولأن جدول المباريات كان قد تحدد سلفا بالفعل قبل انسحاب جنوب إفريقيا، فقد تقرر تأهل إثيوبيا للنهائي مباشرة، على أن تلعب مصر في قبل النهائي الأخر مع السودان.

مصر فازت بهدفين مقابل لا ششئ سجلهما رأفت عطية نجم الزمالك كأول أهداف البطولة تاريخيا، ومحمد دياب "الديبة" نجم الاتحاد السكندري، لؤكد الانتصار.

وفي المباراة النهائية، فازت مصر بقيادة مراد فهمي مدرب المنتخب حينها، على إثيوبيا برباعية الديبة، لتتوج مصر باللقب الأول في التاريخ.

مصر 1959

النسخة الثانية من كأس أمم إفريقيا كانت في القاهرة.

منتخب مصر كان تحت قيادة الثنائي المجري بال تيكوس وجوليا لازار كمدربان.

البطولة أقيمت بين ثلاثة منتخبات أيضا مع استمرار مقاطعة جنوب إفريقيا، لكن بنظام الدوري من دور واحد هذه المرة.

فازت مصر على إثيوبيا بأربعة أهداف مقابل لا شئ في المباراة الأولى.

محمود الجوهري سجل ثلاثة أهداف "هاتريك"، فيما سجل ميمي الشربيني الهدف المتبقي.

وبعد أن فازت السودان على إثيوبيا بهدف، كانت مباراة مصر والسودان بمثابة النهائية.

الفراعنة فازوا بهدفي عصام بهيج مقابل هدف للسودان، لتتوج مصر باللقب مرة أخرى.

أولمبياد روما 1960

بعد بطولتي أمم إفريقيا، كان الدور قد حان لتشارك مصر في أولمبياد روما 1960.

شاركت مصر في البطولة تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة، إذ كانت مصر وقتها متحدة مع سوريا في بلد واحد تحت قيادة بال تيكوس مدربا للمنتخب.

المشاركة لم تكن رائعة، فالمنتخب خسر مباراتين من الثلاث في المجموعة أمام يوغوسلافيا بستة أهداف مقابل هدف سجله رأفت عطية نجم الزمالك، وأمام بلغاريا بهدفين، ثم كان التعادل الأخير أمام تركيا بثلاثة أهداف لكل فريق، سجلهم سمير قطب هدفين ورأفت عطية هدف.

مصر 1962

محمد الجندي هنا تولى مسؤولية منتخب مصر، وفي 1962 كانت النسخة الثالثة من كأس الأمم الإفريقية.

في نصف النهائي تواجهت مصر مع أوغندا، وفازت مصر بهدفي صالح سليم وبدوي عبد الفتاح، لكن في النهائي كان الاصطدام بإثيوبيا المنتشية وقتها بنيل استقلالها.

المباراة النهائية انتهت بالتعادل السلبي، وفي ركلات الترجيح، فازت إثيوبيا بأربعة أهداف مقابل هدفين.

غانا 1963

للمرة الأولى ارتفع عدد الفرق المشاركة في البطولة إلى 6 فرق مقسمة على مجموعتين.

مصر أنهت مبارياتها في المجموعة الثانية بالمركز الثاني بعد الفوز على نيجيريا -المنضمة حديثا وقتها للاتحاد الإفريقي- بستة أهداف مقابل ثلاثة، والتعادل مع السودان بهدفين لكل فريق.

كان النظام يؤهل متصدر المجموعة لنهائي البطولة، فيما يلعب صاحب المركز الثاني من كل مجموعة على المركز الثالث والرابع.

مصر فازت على إثيوبيا بثلاثية طه إسماعيل، حسن الشاذلي ورضا، لتحصل على المركز الثالث في البطولة للمرة الأولى في تاريخها، فيما حصدت غانا في مشاركتها الأولى تاريخيا اللقب بعد الفوز على السودان في النهائي بثلاثة أهداف مقابل لا شئ.

طوكيو 1964

لم تنته قصة هذا الجيل هنا، فمازال لهذا الجيل ما يصنعه من إنجازات.

منتخب مصر شارك في أولمبياد طوكيو 1964 وكان الانتصار وقتها يساوي نقطتين فقط وليس ثلاث كما هو الآن.

مصر كانت في المجموعة الثالثة بجانب تشيكوسلوفاكيا والبرازيل وكوريا الجنوبية.

المباراة الأولى كانت أمام البرازيل، والتي لم يكن قد مضى على تتويجها بكأس العالم سوى عامين فقط.

مصر تعادلت بهدف لكل فريق، وسجل هدف الفراعنة محمد شاهين قبل دقيقتان فقط من نهاية المباراة.

بالمباراة الثانية خسرت مصر أمام تشيكوسلوفاكيا بخمسة أهداف مقابل هدف، وسجل هدف مصر الوحيد مصطفى رياض نجم الترسانة السابق.

في المباراة الثالثة فازت مصر على كوريا الجنوبية بعشرة أهداف دفعة واحدة مقابل هدف واحد، تناوب على تسجيلهم إبراهيم رياض بستة أهداف، صديق محمد هدف، رفعت الفناجيلي هدف، علي عتمان هدف ومحمود حسن الهدف الأخير.

بالمباراة الأخرى فازت تشيكوسلوفاكيا على البرازيل بهدف، لتتأهل تشيكوسلوفاكيا لنصف النهائي في المركز الأول وخلفها مصر برصيد 3 نقاط، فيما تودع البرازيل البطولة.

مصر في نصف النهائي التقت مع المجر القوية جدا وقتها، ليفوز المجريين بستة أهداف مقابل لا شيء، لنتحول للعب على الميدالية البرونزية.

وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، خسرت مصر أمام ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف. سجل هدف مصر الوحيد رأفت عطية كالعادة لكن بعد أن كان الألمان قد سجل الثلاثية، ولتكتفي مصر بالمركز الرابع.

مصر مع جيل شحاتة الذهبي حصدت لقب الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، لكن هذا الجيل القديم والذي لا يعرف العديد منا إنجازاته، حصد لقبين وخسر نهائي النسخة الثالثة، ووصل لأن حقق المركز الرابع في الأولمبياد، بإنجاز هو الأكبر في تاريخ الكرة المصرية على مدار تاريخها.

إلى هنا انتهت الحلقة الأولى من تاريخ مصر في كأس أمم إفريقيا، والتي خرجنا فيها عن نطاق القارة السمراء وتعرضنا لباقي تاريخ الكرة المصرية في تلك الفترة، فقط لأنها فترة استثنائية.

التعليقات