كتب : علي أبو طبل | الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 - 09:36

كيف حقق كلوب الشيء الأهم في دربي ميرسيسايد الممل

ليفربول

قد لا تقدّم أفضل أداء لك على الإطلاق، قد تبدو مهتزا في أغلب فترات المباراة، ولكنك تملك الشخصية المناسبة لانتزاع الفوز في النهاية. هذا ما قدمه يورجن كلوب في دربي الميرسيسايد.

عادة ما يكون دربي مدينة ليفربول أكثر إثارة وضراوة، إلا أن المواجهة في هذه المرة كانت أكثر مللا وتحفظا من الطرفين.

ملعب "جوديسون بارك" شهد أول تعادل سلبي في أول أشواط ذلك الدربي لأول مرة منذ 8 أعوام. تعادل كاد أن يكون هو النتيجة النهائية للمباراة، لكن الأقدار شاءت لساديو ماني أن يمنح للريدز ثلاث نقاط غالية.

بدأ كلوب بخطته المعتادة في أغلب الفترات مؤخرا، 4-3-3، بحراسة مرمى لمينوليه، ورباعي دفاعي مكون من كلاين وميلنر كظهيرين، ولوفرين والإستوني كلافان في ظل غياب الكاميروني ماتيب عن المواجهة.

وثلاثي الوسط لالانا وهندرسون وفينالدوم، أما ثلاثي الهجوم فكان ساديو ماني وديفوك أوريجي وفيرمينيو.

في المقابل، بدأ الهولندي رونالد كومان بخطته المعتادة 4-2-3-1. حيث بدأ ستيكلنبيرج حارسا لعرين أصحاب الأرض، وأمامه كل من ليتون باينز وشيمس كولمان كظهيرين وفونيس موري مع آشلي ويليامز كقلبي دفاع. وفي الارتكاز تواجد ادريسا جايي مع ماكارثي، وأمامهما ثلاثي صناعة اللعب روس باركلي وآرون لينون وإينر فالنسيا، وروميلو لوكاكو مهاجما صريحا.

بدا الضيوف مهتزين في بداية المواجهة بشكل واضح. فقدان للكرة بسهولة في منطقة ما بين وسط الملعب وقلبي الدفاع، حيث زاد ضغط إيفرتون المتقدم من المتاعب. وناوش أصحاب الأرض ضيوفهم في أكثر من محاولة كان من الممكن أن يُخطف منها هدفٌ مبكر.

الصداع المستمر في رأس يورجن كلوب مؤخرا هو غياب فيليب كوتينيو الذي لا يمكن لأي أحد في قائمة الريدز أن يعوض دوره في الملعب، سواء في استلام الكرة المميز في العمق أو إيجاد حلول صناعة اللعب بمهارته العالية وتوزيع الكرات لزملائه. فأصبح البديل في التشكيلة لحين عودة البرازيلي هو البلجيكي الشاب ديفوك أوريجي الذي يميل أكثر للمحاولات على المرمى، وأصبح بناء هجمات ليفربول يعتمد بشكل أكبر على ثلاثي وسط الملعب في كرات طولية.

محاولتان كانتا الأقرب لليفربول طوال المباراة. الأولى من كرة طولية وُزعت على طرف الملعب الأيمن ولعبت عرضية أرضية كاد أن يحولها أوريجي لهدف في منتصف الشوط الأول. والثانية كانت من كرة طولية لميلنر استغل بها فقدان دفاعات إيفرتون للتركيز ووضع فيرمينيو في حالة انفراد بالمرمى، ولكن البرازيلي لم يستغلها بالشكل الأمثل.

على الرغم من البداية المثالية من إيفرتون للمباراة، إلا أن الأمر لم يستمر في الشوط الثاني. لم يكن ليفربول ممتعا، ولكنه تمكن من إبطال حلول اللعب المختلفة لأصحاب الأرض، فاختفى الفريق الأزرق بشكل كبير في أغلب فترات الشوط الثاني.

تبديلات المديرين الفنيين لم يكن بها أي رغبة من أجل خطف الفوز، بل كانت تميل أكثر للتأمين وتنشيط المراكز دون أي مخاطرة.

إيفرتون خسر تبديلا اضطراريا بعد إصابة حارس المرمى ستيكلنبرج في بدايات الشوط الثاني ودخول جويل روبلز بديلا، بينما كان الشاب دومينيك لوين والمخضرم جاريث باري بديلان لجيمس ماكارثي وإينير فالنسيا من أجل زيادة الكثافة العددية في وسط الملعب وتأمين نقطة التعادل التي ظن كومان أنها قريبة.

تبديلات كلوب لم تكن أكثر إبداعا، وجاءت متأخرة في الدقائق العشرة الأخيرة من الوقت الأصلي. ولكن الحظ سانده قليلا.

دفع كلوب بإيمري تشان بدلا من آدم لالانا، وأخرج أوريجي وأشرك ستوريدج بدلا منه من أجل بعض التنشيط الهجومي.

تصويبة أرضية اجتهد فيها ستوريدج ارتطمت بعارضة مرمى إيفرتون لترتد لساديو ماني الذي تابعها في الشباك، كانت كفيلة لمنح الريدز 3 نقاط في مباراة لم يقدموا فيها الكثير، لا هم ولا مُضيفيهم.

بحث كلوب عن التأمين فيما تبقى في الوقت بدل من الضائع، فدفع بالمخضرم لوكاس ليفا بدلا من صاحب الهدف، ماني، وتمكن من تأمين الـ3 نقاط.

يمكن أن نلخص المباراة في أن إبداعات ليفربول الهجومية لم تكن كثيفة، إلا أن الفريق بدا متماسكا في الشوط الثاني عن الأول، ليتمكن من خطف 3 نقاط أهداها لهم كومان بحرصه الزائد وعدم مجازفته للظفر بنقاط الدربي كاملة وآمن لنقطة التعادل في ظل غياب الحلول الهجومية للاعبيه.

وكمشاهدين، فإنها بالتأكيد ستكون مباراة للنسيان. ولكن يورجن كلوب حقق ما يجب تحقيقه مع اقتراب فترة الـ "بوكسينج داي". فالظفر بأكبر عدد من النقاط هو الأهم.

التعليقات