الحكايات المنقوصة في الألفية الجديدة: مايكل أوين

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 - 17:33

كتب : محمود مصطفى

مايكل أوين

لا يأتي المجد لكل من سعى له ولا لكل من توفرت له مؤهلات النجاح، الأمر يحتاج في بعض الأحيان إلى بعض التوفيق وفي أحيان أخرى إلى أن تبقى بعيدا عن طاولة العمليات الجراحية.

في 30 يونيو 1998، تسلم فتى طوله بالكاد يتجاوز الـ170 سنتيمتر الكرة في دائرة منتصف الملعب وركض حتى حدود منطقة الجزاء قبل أن يمر بسهولة مثيرة للدهشة من روبرتو أيالا، صخرة دفاع الأرجنتين وقتها، ويسدد بقوة في شباك كارلوس روا.. أسطورة إنجليزية وُلدت لكنها لن تصل لما وعدت به.

قبل تلك الليلة كان مايكل أوين لا يزال شابا في الثامنة عشر من العمر أكمل موسما واحدا في الدوري الإنجليزي، صحيح أنه في ذلك الموسم حصل على الحذاء الذهبي تتويجا لتصدره قائمة الهدافين وصحيح أنه تلقى مديحا من تيد باول مدرب منتخب إنجلترا تحت 18 عاما بأنه "أفضل لاعبي هذا الجيل"، المجموعة التي كان يتحدث عنها باول كانت تضم بول سكولز وروبي فاولر وديفيد بيكهام، لكن ما قبل هدفه في ثمن نهائي كأس العالم أمام الأرجنتين شيء وما بعده شيء آخر.

بعد تلك الليلة، حل الفتى القصير من تشستر خلف زين الدين زيدان مباشرة في سباق الكرة الذهبية عام 1998 والتي فاز بها الفرنسي الذي جلب كأس العالم لبلاده.

بعد هدف الأرجنتين تحول أوين إلى ظاهرة، وجد فيها المشجعون الإنجليز ضالتهم بعد انطفاء شعلة جيل بول جاسكوين وألان شيرر.

"هو أحد أفضل هدافينا إلى جوار جيمي جريفز وجاري لينيكر وآلان شيرر، والبعض يرى أنه في صدارة هذه القائمة.. كان سفاحا بوجه طفل"

جلين هودل أسطورة توتنام ونجم ومدرب إنجلترا السابق

في الموسم التالي، حافظ أوين على مستواه العالي، هداف الدوري الإنجليزي للمرة الثانية ولكن، في مباراة في الدور الثاني أمام ليدز يونايتد خرج المهاجم الشاب مصابا بآلام في أوتار الركبة.

تلك الإصابة لاحقا ستحجم من مسيرة كانت لتصبح أسطورية لهداف ليفربول.

موسم 1999-2000 كان صعبا على أوين، حيث حرمته الإصابة المتكررة في أوتار الركبة من المشاركة سوى في 30 مباراة طوال الموسم.

عاد أوين في الموسم التالي أقوى من ذي قبل، ليقود ليفربول لخماسية تاريخية بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي والسوبر الأوروبية وكأس إنجلترا وكأس الرابطة والدرع الخيرية، ولا ننسى كذلك هاتريك تاريخي في مرمى منتخب ألمانيا وسط جماهيره.

أوين توج كل ذلك بالكرة الذهبية للمرة الأولى للاعبين الإنجليز منذ عام 1979 وآخرهم حتى يومنا هذا.

يومها هاتفه جيرار أولييه مدربه في ليفربول قبل مباراة في دوري الأبطال ضد روما "أريد أن اخبرك بشيء قد يجعلك تلعب جيدا الليلة، ولكن سأقول لك بشرط واحد وهو أن تعدني بألا تخبر أحدا، تم اختيارك كأفضل لاعب في أوروبا.. مبروك أنت الفائز الجديد بالكرة الذهبية".

الكرة الذهبية كانت بدورها نقطة تغير في مسيرة أوين، هذه المرة إلى الأسوأ.

لنخطو 10 أعوام للأمام. في عمر الـ32 يتذكر مهاجم مانشستر يونايتد وقتئذ "تلك الإصابة الخطيرة أمام ليدز غيرت شكل مسيرتي الكروية كلها".

"منذ كان عمري 19 عاما كان علاجي منقوصا، لو حدثت الإصابة الآن لأصلحت الجراحة ساقي كما لو كانت جديدة، لم أكن لأحس بأني تعرضت لإصابة. فيما مضى كنا نتجاهل الألم".

"كنت أجري وفي ركبتي اليمنى تمزقين وثلاثة في اليسرى، وكنت أفقد ثلث قوتي، لو لم أفعل ذلك لما حدثت 90% من إصاباتي اللاحقة".

"كنت لأصبح الهداف التاريخي للمنتخب".

في 2004 سينتقل أوين إلى ريال مدريد وفي وجود الإصابات ورونالدو وراؤول جونزاليس وفرناندو موريينتس سجل 18 هدفا في 50 مباراة ويرحل بعد موسم واحد فقط عائدا إلى إنجلترا.

وخلال خمس سنوات تنقل نجم ليفربول السابق بين نيوكاسل يونايتد ومانشستر يونايتد وستوك سيتي قبل أن يعلن اعتزله تاركا سؤالا خلف: ماذا كان سيحدث لو لم تحاصره الإصابات؟

السؤال يجيب عنه أوين نفسه "معظم لقطاتي الرائعة جائت مبكرا في مسيرتي ولا يسعني سوى أن أتسائل إذا كنت استطيع أن أحقق إنجازات أكثر لو تمكن جسدي من تحمل ما طالبته به. ربما كنت أسرع مما ينبغي".

التعليقات