مغامرة هيريرين لإنقاذ ريال مدريد من مواجهة دورتموند بدون مرمى

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 - 18:13

كتب : منار سرحان محمد يسري

ريال مدريد

"وجدت رجلين في شاحنة قرب المدينة الرياضية، فقلت لهم: ماذا تفعلون هنا؟ قالوا لي أنهم سيتناولون العشاء ثم يذهبوا لمشاهدة المباراة، قلت لهم: ساعدوني في نقل المرمى وسأعطيكم كل ما تريدون".

قبل إنطلاق مباراة ريال مدريد وبروسيا دورتموند في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال لعام 1998 بنصف ساعة، كان حماس جماهير الفريق الإسباني الحاضرة في ملعب "سانتياجو بيرنابيو" على أشده، 180 دقيقة، شوطها الأول في إسبانيا، تفصل ريال مدريد عن العودة لنهائي مسابقته المفضلة بعد غياب دام لـ17 عاما.

حماس الجماهير، وبالتحديد رابطة "أولتراس سور"، تسبب في انهيار المدرج الجنوبي، حيث استخدم "كابو" المجموعة السياج الحديدي الموجود خلف المرمى للوقوف علي مما أثر على المرمى المربوط به وأدى لإنهياره.

وعلى الرغم من أن أوجستين هيريرين لم يكن المسؤول عن الملعب في ذلك التوقيت، حيث كان نائبا لخوليو كاسبيا، إلا أن الإدارة أبلغته أن المرمى الجنوبي انهار وعليه الذهاب للمدينة الرياضية لإحضار مرمى يصلح للعب به، وذلك بعدما أعطى حكم اللقاء الهولندي فان دير إنده مهلة زمنية لريال مدريد لتدارك الأمر.

يقول هيريرين: "أبلغوني أن المرمى الجنوبي انهار وأن علي جلب مرمى أخر بأي طريقة وفي أسرع وقت ممكن".

"تحدثت سريعا مع الضابط المسؤول عن تأمين المباراة وقلت له أريد أسرع سائق لديك هنا لجلب المرمى من المدينة الرياضية، الضابط كان كريما وأعطاني سائقين. ذهبنا للفالديبيباس ونحن نطير، حرفيا، فقد وصلت سرعة السيارة ل100 كليومتر في الساعة".

"قبل الوصول للمدينة الرياضية رأيت رجلان في شاحنة، فسألتهم عما إذا كانوا يستطيعون مساعدتي في نقل المرمى، مقابل أن شئ يطلبوه، قالوا لي أنهم كانوا يتناولون العشاء قبل الذهاب لمشاهدة اللقاء ولذا ليس لديهم أي مشكلة في مساعدة ناديهم المفضل".

عندما وصل هيريرين للمدينة الرياضية وجدها مغلقة، الكل كان يستعد لمشاهدة اللقاء.

لذلك قفز من فوق السور للدخول وقام بكسر الباب من الداخل، وبمساعدة من رجال الشرطة والرجلين؛ استطاع هيريرين أن يحصل على المرمى، ووضعه داخل الشاحنة.

مهمة الحصول المرمى انتهت، الآن لدينا مهمة أخرى وهى العودة بأسرع وقت ممكن لملعب سانتياجيو بيرنابيو الذي يبتعد عن فالديبيباس بحوالي 11 كيلومترا.

وهنا يتذكر هيريرين حديثه لرجلي الحافلة: "قلت لهم أتبعوني بأقصى سرعة ممكنة، لا تقفوا لأي شئ، لأي شئ".

تولى هيريرين مهمة قيادة السيارة التي ذهب بها للمدينة الرياضة ومن شدة الفوضى والقلق سلك طريقت خاطئت للوصول لملعب بيرنابيو.

"الفوضى جعلتني لا أرى، فقد سلكت طريق خاطئ بدلا من الطريق الصحيح المؤدي لميدان دي كاستيا القريب من ملعبنا".

"استخدامي طريق خاطئ لم يكلفنا وقتا فحسب، بل كاد أن يمنعنا من الوصول بالمرمى للملعب".

"المرمى كان أطول من النفق بسبب حجم الشاحنة؛ لذلك وضعناه على الجانب".

حينما وصل هيريرين للملعب تم تركيب المرمى وقرر الحكم فان دير إنده إطلاق صافرة اللقاء بعد ساعة وربع من توقيت بداية اللقاء الأصلي.

فاز ريال مدريد بالمباراة بهدفين دون رد ليضع قدما في نهائي دوري الأبطال الذي أقيم في هولندا قبل ذهابه لخوض مباراة العودة في ألمانيا والتي انتهت بدون أهداف قبل أن يتغلب على يوفنتوس في نهائي امستردام بهدف دون رد.

هيريرين فاز بحب جماهير ريال مدريد بسبب عمله البطولي الذي حول دفة الفريق من الخروج الأوروبي للانتصار باللقب السابع لدوري الأبطال.

عقب اللقاء تحدث هيريرين مع المدير الرياضي للنادي وقتها فيرنانديث تريجو بشأن مكافأة من ساعدوه.

"تريجو قال لي أعطى رجال الشاحنة مبلغ 100 ألف بيزيتا بالإضافة لوظيفة في النادي".

"في اليوم الثاني للمباراة اتصلت بهم وحصلوا على المكافأة".

الاتحاد الأوروبي قرر معاقبة ريال مدريد بسبب أفعال جماهيره، وغرمه مبلغ 115 مليون بيزيتا أي ما يساوي 691 ألف يورو حينما تم استبدال العملة المحلية بالعملة القارية، بالإضافة للعب المباراة الأوروبية المقبلة خارج سانتياجو بيرنابيو.

نفذ الفريق الإسباني العقوبة، ولعب أول مباراة أوروبية له بعد هذه الواقعة على ملعب فريق إشبيلية "رامون سانشيث بيثخوان" وانتصر على فريق إنتر ميلانو الإيطالي بهدفين دون رد في دور المجموعات لدوري الأبطال عام 1999.

التعليقات