لماذا علينا أن ننتظر الظهور الأول لبيركامب كمدرب

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 - 12:43

كتب : خالد وهبة

يكمن سر دينيس في الرؤية فقط لا غير

الدقيقة 14 من الشوط الأول – ملعب ساينت جايمس بارك

انطلق دينيس بيركامب من وسط الملعب تماما إلى حدود منطقة جزاء نيوكاسل رافعا يده لروبرت بيريس طلبا للكرة.

روبرت بيريس مرر الكرة للتو إلى دينيس الذي يبدو في موقف صعب. تتوقف الأشياء عن الحركة وكأن أحدا قد ضغط على زر إيقاف التشغيل ويصدر الصوت من داخل بيركامب..

"حسنا، ماذا أفعل الآن؟

المرمى وأحد المدافعين في ظهري. هناك أيضا هذا اللاعب أمامي تماما.

التمرير للخلف سيفقد الهجمة ميزتها الخاطفة. التمرير إلى يميني حيث يقف ويلتورد فكرة ليست مقبولة فهناك لاعب يغلق المسار.

علي أن أعتمد على نفسي إذا ولنرى ما سيحدث"

ما حدث لاحقا تعرفونه جيدا.. واحد من أكثر الأهداف ابهارا في تاريخ كرة القدم.
اعتزل دينيس لعب كرة القدم في 2006 ولكن، لنعد إلى الخلف قليلا.

بالطبع تعرفون من يكون بيركامب، لكن قليل من التذكير بأسلوبه في اللعب، ونبذة مختصرة عن تحوله بين مراكز مختلفة ربما يكون البداية الأمثل لما سنتناوله لاحقا.

ممارسة كرة القدم في الشوارع من شأنها أن تجعلك تفكر طوال الوقت كما يشرح بيركامب في كتابه:
"يتطلب الأمر قدرا من المهارة والمرونة لكي لا تسقط فوق الأرضية الاسمنتية وتؤذي نفسك. الشجرة التي تقف هناك تؤدي وظيفة المرمى، وهذا الباب على الطرف الآخر فليكن المرمى الثاني."

"الشجرة ليست عريضة كفاية لذلك عليك أن تكون دقيقا لأقصى درجة عند التصويب، عليك أيضا أن تكون ذكيا ولتستخدم كل ما هو حولك."

"تمريرة ثنائية مع اطار سيارة مركونة سيكون حلا ممتازا لتخطي الخصم مثلا. عليك أن تركز على الاطار لأن استخدام باب السيارة لن يكون الحل الأمثل. كن دقيقا، ابدع!"

"هذه هي الفكرة الأساسية دائما، البحث المستمر عن الحل"

عندما ذهب دينيس إلى آياكس للمرة الأولى كان عمره 11 عاما. كالعادة، تم اشراكه في كافة المراكز داخل الملعب –عدا حراسة المرمى- قبل أن يتعرف بنفسه على المركز الذي يناسبه. يفعلون هذا طيلة الوقت مع الصغار في اياكس، وهي تجربة هدفها استخلاص كل الامكانيات من الشباب.
عن تجربة اللعب كمدافع بالتحديد، يقول دينيس:
"أعتقد أن تجربة اللعب أمام حارس المرمى أفادتني كثيرا. ساعدتني لأتعرف على طريقة تفكير المدافعين وكيفية التغلب عليهم"
المشاهدة، أو المراقبة تحديدا. انه سر دينيس بيركامب. لطالما كان هذا سر تفوقه منذ الصغر.

لطالما قيل أن يوهان كرويف أو لويس فان خال أو أي من مدربي الشباب في اياكس قد علّمه أو طوّر لمسته الفريدة للكرة، لكنه يقول في سيرته الذاتية:

"لست منتجا لأي من المدربين. أفضل من قاموا بتدريبي خلال مسيرتي هم من تركوني أفعل ما يحلو لي، ما أجيده".
يحكي شقيقه، مارسيل، عن مهارة دينيس الخاصة في المراقبة قائلا:

"عندما كان يحضر لمشاهدتي ألعب كان يرى أدق التفاصيل دوما. بعدها، بإمكانه أن يحلل لك الموقف، ومن كان يقف أين. لطالما كان دينيس مشاهدا ومحللا ممتازا."

"انه يمارس الجولف على الرغم من أنه لم يتلقى أية دروس مطلقا، تماما كما هو الحال مع لعبتي التنس والسنوكر. لقد تعلم كل هذه الأشياء عن طريق المشاهدة فقط."
هل بإمكاننا أن نعتبر الكلام السابق تقديرا مبالغا فيه في النفس من قبله شخصيا؟ أو حتى مجاملة من شقيقه؟
حسنا، لنعد إلى أرض الواقع. كيف كان الحال في الملعب؟

عندما شارك للمرة الأولى بقميص آياكس، لعب تحت أنظار مدربه كرويف في مركز الجناح الأيمن، وبقى هناك لمدة 3 سنوات تالية.

رحلته التالية كانت إلى مدينة ميلانو، إلى فريق انتر معقل فلسفة " كاتيناتشو" الدفاعية حيث لعب كمهاجم صريح.

لعب هناك إلى جوار روبن سوزا وسالفاتوري اسكيلاتشي.. خط هجوم يتكون من ثلاثة لاعبين من أجل احراز المزيد من الأهداف (سجل بيركامب 8 أهداف فقط في موسمه الأول).

كانت فترة كارثية على مدار عامين بالتأكيد، تعلم منها مواجهة أكثر من مدافع في آن واحد، واللعب مع لاعبين يفضلون أنفسهم على الفريق (يقصد روبن سوزا. نعم).

كل هذا يقودنا إلى هروبه من جحيم انتر إلى جنة ارسنال في 1995.

سنجد بيركامب يشارك أقل من المعتاد خلال موسم 1996/97، في المقابل، يصنع 13 هدفا للاعبي الفريق الاخرين.

اذا، لنربط الأشياء ببعضها ولنحاول الوصول إلى "سر دينيس".

ربما فترته في ارسنال هي الفترة التي استطعنا خلالها "مراقبة" بيركامب بتمعن، بحكم سهولة البث بالطبع. ولذلك نستخلص ما يلي:

ما نعلمه جميعا هو قدرته الفائقة على تسجيل الأهداف بالطبع، ربما تؤكد هذه القدرة على وجود عين خبيرة، الا أن وجوده خلف المهاجم يبرز "سر دينيس" دون أدنى شك.

يقول بيركامب:

"كمهاجم، ربما تحصل على خمس فرص في المباراة الواحدة مع آياكس. في انتر، ستكون محظوظا لو حصلت على واحدة. أما في ارسنال فقد استمتعت كثيرا باللعب خلف المهاجم، هناك خارج الصندوق"

هل تذكرون مباراة ارسنال ويوفنتوس في دوري الأبطال عام 2001؟

فاز ارسنال بثلاثة أهداف مقابل هدفا واحدا للضيوف، يومها صنع بيركامب الهدف الأخير في المباراة لزميله، فريدي ليونبيرج.

كان متواجدا هناك على الجناح الأيمن، تسلم تمريرة من ليونبيرج في هجمة مرتدة واعدة. وجد الهولندي نفسه محاصرا ولا يجد من يمرر له، عليه أن يبتكر! حاول الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة حتى يظهر فريدي في الأفق.

يتخلص دينيس من ثنائي يوفنتوس، يضع ليونبيرج في مواجهة المرمى بتمريرة تغنى بها الجمهور والصحافة أكثر من الهدف ذاته!

نعم.. الكثير من المشاهدة والمراقبة يفعلان ذلك.
كيف يتمركز بين الخطوط، قدرته على الابداع بالكرة أو بدونها حتى، سرعة قدماه ودماغه، اللمسة الواحدة أو الاحتفاظ بالكرة، متى يمرر ومتى يراوغ، الرؤية وكشف الملعب، امكانية التمرير الطويل بدقة وبأي قدم، خلق المساحات للزملاء. ان كل هذا ليس وليد الصدفة.

اذا طلبوا منك تقييمه بوضع علامة صح أمام كل خانة من الخصائص السابقة على أن يكون التقييم بين سيء وبالتدريج إلى ممتاز، ستختار ممتاز في كل مرة بداخل كل خانة في أي وقت من اليوم.

يقول شقيقه الاخر، ويم:

"انه يظل يشاهد ويراقب، يشاهد ويراقب، يشاهد ويراقب، ثم يقوم بفعل هذا الشيء بنفسه وينجح فيه"

لطالما قيل أن يوهان كرويف أو لويس فان خال أو أي من مدربي الشباب في اياكس قد علّمه أو طوّر لمسته الفريدة للكرة، إلا أن دينيس بيركامب علّم نفسه بنفسه على مدار السنوات.
الفصل الثاني
لدينا الآن تصور كامل عن عقلية دينيس بيركامب كلاعب، اذا، لماذا علينا أن ننتظر ظهوره على ساحة التدريب؟ أيضا، مع الوضع في الاعتبار أنه صرح سابقا بأنه لن يتجه للتدريب!
لماذا قرر أن يغيّر رأيه؟
لا يوجد أي سبب واضح على ما يبدو. لقد كان قرارا متسرعا لم يتم التفكير فيه لدقائق حتى أنه تراجع عنه سريعا كما نرى.

في البداية، وبعد الاعتزال، قرر دينيس أن يمضي المزيد من الوقت مع العائلة. لديه ابن كان يلعب في فريق محلي وكان يذهب معه بصفة مستمرة، ويبدو أن تواجده هناك في الحصص التدريبية جعله يفكر في الأمر من جديد.

يعلم بيركامب أن باستطاعته انجاز دبلومة التدريب في هولندا خلال عام واحد فقط، لكنه قال لنفسه أن هذا الأمر ليس مقدرا له. ثم جاء ذلك القرار منه بنفسه: حسنا، سأعطي نفسي فرصة لعام واحد.

أعطاه ماركو فان باستن الدفعة المطلوبة كذلك: "لم لا تفعلها مع اياكس؟" وقد كان.

يقول بيركامب في حوار سابق:

"أستطيع أن أرى نفسي مدربا هناك (يقصد اياكس) في يوم من الأيام، أدرب المهاجمين بضع مرات خلال الأسبوع. كما أستطيع أن أرى نفسي أفعل ذات الشيء في ارسنال."

"لقد أعادني التدريب للعبة من جديد، يبدو أنني كنت بحاجة لدفعة قليلة فحسب."

حسنا، يجدر بنا القول أن دينيس بيركامب يعمل داخل اياكس منذ 2008 عندما بدأ مع الفئة العمرية تحت 12 عاما.
عندما وصل فرانك دي بور لتدريب الفريق الأول، ترقى بيركامب إلى تدريب الفئة العمرية تحت 19 عاما في ديسمبر 2010. ثم لحق بيركامب بفرانك دي بور في الفريق الأول عام 2011، خلال شهر أغسطس بالتحديد.
في سبتمبر 2010، يفوز ريال مدريد 2-0 على اياكس في دوري ابطال اوروبا مع أداء سيء للغاية من الفريق الهولندي.

ثم يكتب يوهان كرويف في عموده بجريدة تيليجراف الهولندية: "هذا ليس اياكس بعد الآن".. لقد كان رثاءا وتنفيسا عن الغضب أكثر منه مقالا تحليليا.

ما كتبه كرويف كان بمثابة التمهيد، البداية، الشرارة، أو ثورة آياكس الناعمة. أعلن أسطورة هولندا عن مشروعا طويل الأمد لتغيير الأمور داخل النادي. مشروعا يلعب فيه دينيس –مع اخرين- دورا هاما.
كان اياكس بحاجة لانعاش قلبه، فاستبدله كرويف بـ"القلب الفني" للنادي: مشروع نواته الثلاثي ويم يونك، فرانك دي بور، وبالطبع دينيس بيركامب.
استبدل فرانك دي بور لاحقا بمارك اوفر مارس كي يتفرغ الأول للمهام التدريبية مع الفريق الأول. في جميع الأحوال، كلّف كرويف هذا الثلاثي بتحويل أحلامه إلى حقيقة، عليهم الآن أن يتواجدوا في مناصب مختلفة داخل النادي لكي ينجحوا في ذلك.
وتم إضافة المزيد من هذا الجيل الرائع للمشروع، رونالد شقيق فرانك وصل ليكون مدربا للصغار، أما ياب ستام (المدير الفني لريدينج حاليا) فقام على تدريب خط دفاع الفريق الأول.
في السنوات اللاحقة بدأت تظهر الثمار فوق أغصان هذا القلب. اياكس بطلا للدوري المحلي لأربعة مواسم متتالية بفضل الاعتماد على الأكاديمية.
الفريق الذي فاز على برشلونة في 2013 بقيادة فرانك دي بور كان يضم –على الأقل- ستة لاعبين من الأكاديمية من بينهم دافي كلاسن الذي يعرف على أنه "بيركامب الجديد"، بالإضافة إلى دالي بليند الذي يلعب حاليا في مانشستر يونايتد، فيكتور فيشر الذي خرج للدوري الانجليزي مؤخرا هو الآخر.
كما استطاعت الأكاديمية ومن بعدها الفريق الأول أن يصقلوا موهبة الدنماركي كريستيان ايريكسن الذي لم يظهر في هذا اللقاء لأنه كان قد انتقل وقتها إلى توتنام الانجليزي.
لماذا وقع الاختيار على بيركامب ليكون مدربا مساعدا بالتحديد وليس أي منصب آخر؟
عندما يتعلق الأمر بالمهاجمين فلا يوجد في هذا الجيل أفضل من دينيس. كان كرويف يعلم هذا الأمر جيدا. ان ما لديه من قدرة على المتابعة والمراقبة دائم ومستمر لن يزول بعد اعتزاله للعبة.
بالإضافة للدور السابق، يمثل بيركامب حلقة الوصل بين مدير الأكاديمية، ويم يونك، والمدير الفني للفريق الأول، فرانك دي بور (بيتر بوش حاليا). فهو يشرف على خريجي الأكاديمية، على معرفة بنقاط قوة وضعف كل لاعب داخل هذا النظام.
ان مهمته الأخرى باختصار تقتضي بأن لا يتوقف تعليم الشباب الصغار بمجرد وصوله للفريق الأول.
ويبدو أن الشباب الصغار يستمتعون بوجوده في الحصص التدريبية كذلك!
كاسبر دولبرج الذي انتقل إلى اياكس في 2016 يقول عن بيركامب:

"انه لمن الرائع العمل مع دينيس بيركامب خلال التدريبات لأنه يعلم الكثير. انه يعلم الكثير ويعطيني الكثير من النصائح والارشادات كذلك، الأمر الذي يحفزني للاستماع إليه دوما"

أما دافي كلاسن فيقول:

"ألعب تقريبا في نفس مركز بيركامب. تدربت معه كثيرا على لمستي الأولى للكرة وانهائي للهجمات. أعتقد أنني تعلمت الكثير منه ومن نصائحه عن كيفية التمركز السليم"

علينا هنا أن نقول بأن دينيس يرتدي الحذاء الخاص به معظم أيام الأسبوع ويشارك في الحصص التدريبية بنفسه، دوره ليس الاشراف وحسب.
ولكن، ماذا عن مستقبله في مجال التدريب؟
شخصيا، كنت أنتظر رؤيته على مقعد الرجل الأول في اياكس بعد رحيل فرانك دي بور لتدريب انتر في ايطاليا، الا أن هذا لم يحدث وجلس بيتر بوش على هذا المقعد.
لدينا فرانك مديرا فنيا في انتر، ياب ستام مديرا فنيا لريدينج، باتريك كلويفرت مديرا رياضيا في باريس سان جيرمان، فهل نرى بيركامب خارج اسوار قلعة اياكس؟
يبدو أنه لا يرفض هذا الاحتمال ايضا حتى أنه صرح به علنا أثناء حوار له مع موقع فيفا، حيث قال:
"انني سعيد هنا في اياكس، الا أنني لا أستبعد الرحيل إلى الخارج والعمل في دولة أخرى سواء كمدرب أو أي منصب تدريبي اخر"
ارسنال، هل تسمعني؟ حوّل.

لماذا ارسنال دون سواه؟ لديّ هنا وجهة نظر واستنتاج شخصي للغاية.

في بادئ الأمر رفض بيركامب عرضا للعمل داخل هيكل كشافي ارسنال مباشرة بعد اعتزاله. كان ذلك في الوقت الذي كان يرفض فيه فكرة العمل في مجال التدريب عموما.
اما وأنه لديه الرخصة المطلوبة وخبرة لا بأس بها فلابد أنه يحنّ للنادي الذي أنهى بداخله مسيرته الكروية، حتى أنه لا يخجل من مغازلته بتصريح مثل هذا، خاصة وأن عهد فينجر مع التدريب قد اقترب بشدة.
لدينا أيضا قراءة في حوار سابق له مع موقع ارسنال الرسمي حيث يقول أن "طريقة ارسنال" التي اعتمدها ارسن فينجر هي جزء متداخل مع فلسفته التدريبية، حيث يحاول تشريب كل ما تعلمه كلاعب لنجومه الصغار كمدرب.
ملامح فلسفة المستقبل
كل شيء يعود للماضي. من هم أبطال طفولة دينيس بيركامب؟

أول اسم سيكون جلين هودل (لاعب وسط)، أحد اساطير توتنام، كما لعب لمنتخب انجلترا أيضا. لماذا؟ الإجابة في سيرة بيركامب الذاتية:

"لست متأكدا لماذا. الا أن الشيء اثار إعجابي دائما كان تحكمه في الكرة، خاصة عندما تكون في الهواء. لم أكن أهتم كثيرا بالمراوغة والخدع أو حتى تسجيل الأهداف. السيطرة. كان هذا الشيء المفضل بالنسبة لي."

"شاهدت الكرة الانجليزية على التلفاز وأنا صغير وكان جلين هودل هو من استوقفني لأنه كان متزنا دائما. لطالما أحببت الطريقة التي يلتقط بها الكرة من الهواء ثم يسيطر عليها. سيطرة فورية. كانت لمسته مثالية"

أما الاسم الثاني سيكون مارادونا، وهو على عكس هودل تماما. يقول بيركامب:

"كنا نلعب تلك اللعبة في المدرسة حيث كل واحد منا يملك عصاة خشبية وعليه أن تجعلها تصمد أمام الكرة أطول فترة ممكنة."

"كنت اسمي العصا خاصتي مارادونا، جعلتها تبدو أرفع بقليل من الأسفل لذلك بدا وكأن لها رقبة ورأس وجذع انسان. قمت بتلوينه بالأزرق والأبيض تماما كقميص منتخب الأرجنتين وسمت على الخلف الرقم 10."
الاسم الثالث بالتأكيد سيكون يوهان كرويف.

أعطى كرويف الكثير من الحرية لبيركامب داخل الملعب فقط لأنه يثق في قدرات لاعبيه على الابداع، العمل في منظومة دون اجبارهم على العمل داخل منظومة. أنهم يعلمون أن عليهم العمل سويا في نهاية اليوم.

"يتحدث الكثير من الناس عن الانظمة والطرق الصارمة للعب الكرة، الا أنني من أشد المؤمنين بالأفراد. تستطيع أن تكون فريقا اذا توفر لديك لاعبين لديهم الذكاء الكروي"
"هذا ما توفر لدى كرويف. كان يعتقد أن الفوز بدون الكرة الهجومية مملا، وأن الكرة الهجومية بدون الفوز لا فائدة لها"
"عندما كنت أنجز دورتي التدريبية في اياكس اتيحت لي الفرصة لتناول العشاء معه بصحبة زوجتي، كان يشرح لي يومها كيف يرى مستقبل اياكس."
هل استشعرتم كم التأثير الذي تركه كرويف على بيركامب من خلال هذا الجزء القصير من حواره مع زميله السابق، مارتن كيون، لجريدة دايلي ميل البريطانية؟
جيل بيركامب في منتخب هولندا لم يعتمد على المراوغات بشكل صريح (التي لا يفضلها هو)، في المقابل، اعتمد كرويف على التمرير والتحرك الدائمين بهدف خلق المساحة لتحرك اللاعبين في وسط ملعب الخصم.
نستطيع أن نرى بيركامب يطبق نفس الفلسفة كذلك داخل ارسنال مع بعض التعديلات الطفيفة ربما. لن يكون الأمر شاقا عليه خاصة وأن فينجر نفسه استنسخ شيئا من التجربة الهولندية داخل ارسنال خلال سنوات تواجده هناك لينقل ارسنال من الكرة الدفاعية إلى الهجومية.
هو نفسه يرى أن الأمر لن يكون شاقا عليه في مجال التدريب، حيث يقول:

"واحدة من مميزات اللاعبين المعتزلين أنهم يستطيعون التأقلم سريعا."

"في كرة القدم، اذا كنت في مواجهة مدافع بطيء فأنا أعلم جيدا ما الذي علي فعله. اذا كنت في مواجهة لاعب من الوسط فأنا أعلم جيدا إلى أي منطقة علي استدراجه كي أفتح مساحة لزملائي. هذا ما نفعله في وظيفتنا الجديدة أيضا"
"كل ما نتعرف عليه يبدو لنا جديدا، ربما هو كذلك بالفعل، الا أننا نتألق في جميع الأحوال. نحن متحمسون لتعلم الأشياء دوما."
عين خبيرة، شعلة نشاط، يفضل التعلم وتطوير نفسه، لديه خلفية كروية "كرويفية-فينجرية".

هل ستكون الإدارة في ارسنال متفتحة لتعيين دينيس بيركامب مديرا فنيا للفريق عقب اعتزال ارسن فينجر؟ ربما.

وربما لا، لكننا سننتظر ظهوره الأول كمدير فني لأي فريق سيذهب إليه بفارغ الصبر.

"متعة تسجيل الأهداف معروفة، أما بالنسبة لي، فأنا أفضل المتعة التي تتبع صناعة الهدف. تماما كحل أحجية."

"تأتيني دوما تلك الصورة في مخيلتي، كيف ستبدو الأشياء عقب ثلاثة ثوان من الآن. أستطيع حساب ذلك."

"نعم، هناك متعة لا يمكن تخيلها في فعل أشياء لا يمكن للآخر رؤيتها"

التعليقات