كتب : عمر ناصف | الإثنين، 19 سبتمبر 2016 - 18:51

هل أفلس مورينيو أم فقد الثقة؟

تعرض مانشستر يونايتد لخسارة ثالثة على التوالي مع جوزيه مورينيو خلال أسبوع واحد بعد خسارته للدربي ضد سيتي ثم أمام فينورد في الدوري الأوروبي وأخيرا أمام واتفورد.

ولم ينجح المدير الفني ليونايتد جوزيه مورينيو خلال تلك الفترة في إعادة لاعبي فريقه إلى الطريق الصحيح فبعد الانطلاقة الجيدة وتحقيق الانتصارات المتتالية جاء السقوط أمام سيتي ليكشف أخطاء الفريق.

فشل مورينيو في إصلاح الأخطاء المستمرة وتراجعت ثقة اللاعبين في أنفسهم ومع كل دقيقة تمر من المباريات الثلاث يتراجع يونايتد ولاعبيه أكثر ويفشلون في العودة والاستفاقة.

وبدأت جماهير يونايتد تخاف من سيناريو موسم مورينيو الماضي مع تشيلسي والذي انتهى برحيله في منتصف الموسم وتشيلسي في المراكز الأخيرة من سلم الترتيب إضافة إلى الشك في قدرات مورينيو الحالية.

كان السبيشال وان حتى الموسم قبل الماضي عندما بدأ التراجع "الواضح" في مسيرته بعد تحقيقه للقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي وبداية عهد أنتظره البعض أن يكون ذهبيا كعهد أليكس فيرجسون في يونايتد.

ولكن السقوط المخيف الذي تعرض له مورينيو وتشيلسي الموسم الماضي أنهى المسيرة مبكرا، البعض أعتبر ما حدث بسبب فشل مورينيو سواء فنيا أو على مستوى التعامل مع لاعبيه نفسيا فكانت الخيانة منهم.

بينما برر البعض الأخر ما حدث في تشيلسي كنتيجة طبيعية لعدم الإحلال والتجديد وتشبع اللاعبين من الانتصارات مما جعلهم غير قادرين على اللعب "بنفس" كما كان في السابق.

وإن كنت مؤيدا لأي من النظريتين فالعامل المشترك هو خطأ جوزيه مورينيو وعدم قدرته سواء في التعامل الفني أو النفسي مع لاعبيه أو إعادة تحفيظهم.

ووضح من الأسبوع الأخير أن مورينيو فقد قدرته على شحن اللاعبين قبل المباريات بالشكل السابق والذي كان معروفا عنه، مورينيو أيضا يفشل كل يوم في التعامل مع لاعبيه.

كانت دائما تصريحات اللاعبين الذين دربهم مورينيو تكون عن كيفية تعامله مع اللاعبين وحبهم الشخصي له ولكن في الموسم الأخير مع تشيلسي أختلف الأمر تماما فخانه لاعبوه بسبب مهاجمتهم لهم أمام الإعلام.

السبيشال وان لم يكن في السابق يتحدث عن لاعبيه ومع أي خسارة أو تراجع يوزع الاتهامات عليه أو على أي طرف أخر في المنظومة بعيدا عن لاعبيه ولكن منذ الموسم الماضي وحتى الآن يحمل المدرب اللاعبين بشكل واضح أو بين السطور مسؤولية الهزائم ويبعد نفسه عن الاتهامات.

ويبدو أن مورينيو قد فقد الثقة في نفسه وقدراته ليس منذ الموسم الماضي ولكن مع الفترة التي قضاها في ريال مدريد والتي وإن كانت تبدو ناجحة إلا أن وجود برشلونة قضى على نجاحات مورينيو التي قدمها لريال مدريد فلم يحقق البطولات والإنجازات المرجوة والمنتظرة منه.

تغير مورينيو بشكل كبير مع السقوط المستمر ضد برشلونة رغم أن ريال مدريد على يديه تغلب على عقدته في دوري الأبطال ووصل إلى نصف النهائي وحصد الدوري مرة أخرى إلا أن ثلاث بطولات في ثلاث مواسم لم تكن طموحات المدرب.

عودته لتشيلسي كانت في محاولة لإعادة ثقته في نفسه ولكن الأمور خرجت من يديه في النهاية لتنقلب عليه.

كانت الستة أشهر السابقة التي ظل بها مورينيو بدون عمل قبل توقيعه مع يونايتد كفيلة للمدرب لإصلاح تلك الأمور وزرع الثقة في نفسه مرة أخرى ولكن مع أول سقوط فقد المدرب ثقته مرة أخرى وأنكشف.

ولم تكن تصريحات المدرب فقط الدليل على ذلك ولكن الإصرار على تكرار نفس الأخطاء الفنية والإصرار على نفس الأسماء وطريقة اللعب رغم وضوح عدم جدواها.

مورينيو الموسم الماضي لم يحاول قبل انطلاقه إجراء تغييرات على تشكيلة البلوز وتدعيمها ومع كل سقوط كان يصر أكثر على نفس الأسماء والطريقة الفنية في محاولة لإثبات أن العيب ليس في خطته ولكن في اللاعبين وطريقة تنفيذهم لها.

هذا الموسم مع الشياطين الحمر ظهرت نفس المشكلة في سبعة أيام، مانشستر يونايتد يخسر في ثلاث مناسبات بنفس الأخطاء الفنية ومورينيو يأبى أن يعدلها.

ثنائية بوجبا وفيلايني وضح عدم جدواها ومتوسط يونايتد أصبح ثقيل الحركة متمتعا بالبطيء وسهولة تجاوزه والبدلاء جاهزون ولكن....

مورينيو مصر على تلك الثنائية لإثبات خطأ الجميع وأن قراره هو الأصح والعناد سيؤدي به إلى نفس النهاية في تشيلسي.

السبيشال وان فقد الثقة في نفسه وفي قدراته ولكن تعامله مع الموضوع ليس بالجيد فبدلا من الاعتراف أمام نفسه بذلك يخرج مهاجما كل ما حوله من لاعبين وحكام من أجل مداراة ذلك.

بداية طريق العودة للمدرب إلى الانتصارات والبطولات سيكون بالاعتراف بأخطائه هو كبداية لطريق العودة مرة أخرى، مرفقا بالتخلي عن عناده والبحث عن حلول واقعية وجديدة من أجل الفريق.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات