كتب : فادي أشرف | الأربعاء، 29 يونيو 2016 - 23:13

5 سقطات مدوية في ليلة انتهاء حلم التاسعة

أؤمن تماما أن كرة القدم لا يوجد فيها مستحيل.. ولكن الأهلي صار بقدم ونصف خارج دوري أبطال إفريقيا خاصة بعد المستوى الذي قدمه كل عناصر فريق الكرة – كلاعبين وكجهاز فني وإداري – قبل وخلال وبعد مباراة أسيك ميموزا.

وكأن الجميع تكاتف ليتسبب في ليلة حزينة لجمهور احتفل قبل أيام بحسم لقب الدوري الذي غاب عن الجزيرة في العام الماضي بسبب أخطاء شبيهة تماما بما حدث في الساعات الماضية.

الجميع في منظومة الكرة مذنب في ضياع 99% من حلم الأهلي الإفريقي. تألقوا جميعا في السقوط في وقت قصير تسببوا في موسم لن يتذكره أحد كموسم عودة الدوري للجزيرة، بل كالموسم الذي خرج فيه الأهلي من إفريقيا في دور الثمانية.

السقطة الأولى

الجميع يعلم أن الأهلي عادة بعد حسم بطولة يخفق في المباراة التالية.

دون أن أبحث على الإنترنت تذكرت على الأقل 5 مرات في السنوات الأخيرة أخفق فيها الفريق إخفاقا مدويا عقب الفوز ببطولة أو تحقيق إنجاز.

يقول الظهير الأيمن للأهلي في الجيل الذهبي إسلام الشاطرعلى فيسبوك إن بعد فوز الأهلي على الصفاقسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006، اجتمع مانويل جوزيه مع الفريق في تونس نفسها، قبل العودة للقاهرة بحضور محمود الخطيب نائب رئيس الأهلي ورئيس البعثة وقتها.

قال جوزيه في الاجتماع: "هذه البطولة أصبحت من التاريخ، سنضع الكأس في الدولاب ومن الغد نفكر في المباراة المقبلة في الدوري، من يتقاعس لن يسافر معنا إلى اليابان".

ما بعد ذلك تاريخ حسم الأهلي الدوري وحصد الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية.

تصريحات الكل بداية من مدير قطاع الكرة عبد العزيز عبد الشافي مرورا بمدير الكرة سيد عبد الحفيظ وأعضاء الجهاز الفني مارتن يول وأسامة عرابي ومحمد عبد العظيم "عظيمة" نهاية باللاعبين الكبار منهم والشباب شددت على هذا المعنى.

ولكن ما رأيناه في برج العرب هو عكس ذلك إطلاقا، ويوحي بأن ما قيل من تصريحات في النشرات الإعلامية المتتالية التي يصدرها النادي كان كلاما فقط.

في الشوط الأول من المباراة رأينا فريقا يحتفل بالدوري في وسط مباراة رسمية محددة لشكل موسم الأهلي الإفريقي، أستطيع أن أجزم بذلك شخصيا لأني رأيت أشباحا شبيهة بالأشباح التي رأيتها في كل مباراة تبعت إنجازا للأهلي.

ولما نذهب بعيدا في التاريخ؟ بعد لقاء الدربي الأخير الذي فاز فيه الأهلي على الزمالك 2-0 والأجواء الاحتفالية التي تبعته وظهور اللاعبين بشكل مكثف إعلاميا تعادل الفريق في 3 مباريات متتالية!

هل تحدث يول أو عبد الحفيظ أو زيزو مع اللاعبين في هذا الأمر.. أم أن الموضوع لم يتخط التصريحات المحفوظة من عينة "أغلقنا ملف الدوري وعيننا على إفريقيا"؟ شخصيا أرجح الأمر الثاني.

السقطة الثانية

تحت أي ظرف، إشراك لاعب لم يلعب منذ 23 يناير 2016 ليس أمرا منطقيا على الإطلاق. وبالمناسبة في ذلك التاريخ لعب أحمد حمدي 6 دقائق فقط.

خسر الأهلي كثيرا بوجود أحمد حمدي في تشكيل المباراة الأساسي أمام أسيك. الفريق افتقد العمق في وسط الملعب الهجومي ولم يكن هناك إيقاع لبناء الفريق الهجومي.

يول لم يذاكر فريق أسيك. لو كان ذاكره ما كان بدأ المباراة بالتشكيل الذي يدأ به.

أقتنع تماما بأن يول لن يجعل شريف إكرامي يتصدى للكرات ولن يسدد الرأسيات مكان أنطوي ولن يمرر العرضيات مكان أحمد فتحي، ولكنه يستطيع أن يوجه حسام غالي أن يضغط على الخصوم وأن يقول لفريقه إن الاعتماد على الكرات العالية أمام فريق إيفواري سيكون دائما رهانا خاسرا بسبب فروق بدنية طبيعية.

الهولندي فقد مفاتيح لعبه الأساسية أمام أسيك، ولكن دوره كان إيجاد مفاتيح لعب بديلة.

لن يمنع الكرات من دخول المرمى بسبب تواضع مستوى الحارس أو يسددها في المرمى بدلا من رعونة المهاجمين، ولكن مسؤوليته أن يدافع الفريق بشكل جيد ويصنع الفرص الهجومية.

السقطة الثالثة

لن أقول الكثير في حق شريف إكرامي، كل الكلام قد قيل من قبل في مقال "جريمة مرعبة و3 متهمين في الأهلي" للزميل معتز سيد (اقرأه من هنا).

استمرار إكرامي في مرمى الأهلي صار خطرا محدقا بكل آمال الفريق في أي بطولة.

سدد أسيك على مرمى إكرامي 3 كرات. الأولى دخلت الشباك والثانية تصدى لها ومرت من بين قدميه.. الثالثة قتلت آمال الأهلي الإفريقية.

السقطة الرابعة

العدل من أهم مقومات نجاح أي فريق.

لا أجد سببا مقنعا لاستمرار حسام غالي في التشكيل الأساسي بعد أداء مقنع لعمرو السولية أمام الإسماعيلي.

لا أجد سببا مقنعا لوجود لاعب وسط ملعب لم يقم سوى بـ4 تدخلات دفاعية طوال 90 دقيقة.

تصريحات يول في المؤتمر الصحفي قبل مباراة أسيك قال فيها نصا: "لا يوجد سوى حسام غالي واحد فقط في مصر، ولا مثيل له، رغم اهتزاز مستواه مؤخرا، هو أفضل لاعب وسط يبني الهجمات ويصنع اللعب وأداؤه قوي".

أؤمن تماما أن حسام غالي – في وقت ما – كان أفضل لاعب وسط في مصر. كان حلا هجوميا وشرس دفاعيا.

يول نفسه اعترف أن مستوى غالي مهتز، ولكن أمام أسيك غالي كان مضرا للفريق.

ولكن في الوقت الحالي، إذا رفعت أرقام غالي من أرقام الأهلي الإجمالية أمام أسيك، لن تشعر بفارق كبير.

لن يستقيم أمر أي فريق سوى مع العدل.. وضمان أي لاعب لمكانه في التشكيل ليس عدلا بأي شكل من الأشكال.

السقطة الخامسة

ما أهم من تحليل الخسارة في رأيي هو كيفية التعامل في اللحظات التي تليها.

ما فعله مارتن يول في المؤتمر الصحفي من هجوم صريح على شريف إكرامي قتل ما تبقى من ثقة لدى حارس الأهلي الموجود في حسابات النادي على الأقل حتى مباراة الوداد المقبلة في دوري أبطال إفريقيا ومباراتي الاتحاد السكندري والزمالك في الدوري.

القاعدة العامة تقول إن الحسنة تخص والسيئة تعم.

دعونا نعود بالزمن قليلا لأكتوبر 2007، مارتن يول مدربا لتوتنام ويتعادل مع أستون فيلا 4-4 ويدخل مرماه هدفين من أخطاء مباشرة لحارس إنجلترا الأول حينها بول روبينسون.

ماذا يفعل يول بعدها؟ خرج وقال في تصريح لـ"جارديان" إنه "راض" عن مستوى روبينسون، لم يخرج ليقول في المؤتمر الصحفي عقب المباراة إن أي كرة على مرمى توتنام بهدف أو إنه سيدعم حراسة المرمى بعنصر جديد في يناير.

يول ضرب روح الفريق في مقتل بانتقاد أحد لاعبيه وقادته - وهو يستحق ذلك لكن خلف الأبواب المغلقة – بشكل لا يخرج من مدرب مبتدئ.

الجميع هنا في مركب واحدة، إخبار لاعب أمام الجميع أنه مسؤول عن الهزيمة سيكون سببا في مشاكل عديدة.

ظننت هنا أن الأمر انتهى، لكن أن يخرج مسؤول ما في الأهلي ويؤكد كلام يول – الذي ربما خرج في لحظة انفعال مع قدوم الهدف في نهاية المباراة – دون أن يملك الشجاعة اللازمة لينشر اسمه ويعلن أنه فلان الفلاني ويعبر عن رأي الأهلي كارثة أكبر.

كيف يثق لاعبو الأهلي في إكرامي على الأقل في الثلاث مباريات التي سيكون موجودا فيهم سواء كأساسي أو كأحد قادة الفريق؟

الجميع أخطأ، وعلى الجميع مراجعة النفس والتصرفات من أجل كرامة الأهلي الإفريقية.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

التعليقات