كتب : إسلام مجدي | السبت، 11 يونيو 2016 - 10:24

ما الذي سيفقده الأهلي في غياب السعيد وسيكتسبه مع صالح جمعة؟

يقولون إن مصائب قوم عند قوم فوائد، أتت إصابة عبد الله السعيد بما لا تشتهي سفن الأهلي التي تستعد لكي ترسو عند قمة الدوري وتحقق اللقب الـ38.

تأتي أهمية عبد الله السعيد بالنسبة للنادي الأهلي كونه لاعبا أساسيا متناسق مع طريقة اللعب متأقلم ويقدم أفضل مواسمه ربما على الإطلاق مع المارد الأحمر ووصل لهدفه رقم 11 هذا الموسم بعد تسجيله في مرمى أسوان.

كل ما شيده الفريق على عاتق عبد الله السعيد انهار في لحظات بعد إصابته في مباراة الداخلية وربما لن يشارك حتى نهاية البطولة.

من يكون بديل السعيد وما الذي سيفقده الأهلي في غياب عبد الله وسيكتسبه من بديله؟

على الأوراق عبد الله السيعد صانع الألعاب المتقدم الوحيد في الأهلي، يأتي بعده صالح جمعة، يمتلك عبد الله أفضلية في ذلك المركز لثباته وهدوئه والتزامه بمركزه وتحركاته الثابتة والطريقة التي يربط بها بين خط الوسط والهجوم.

ما الذي يمتلكه السعيد؟

عبد الله السعيد نشيط للغاية فيما يخص تحركاته في جميع أنحاء الملعب، يجيد التحرك خلف خطوط الخصم وبين المساحات الخالية ليعطي الخط الخلفي وخط الوسط حلال للتمرير له ومن ثم بإمكانه صناعة فرصة.

أيضا عبد الله يعطي أريحية للأجنحة لتبادل المراكز كما لو كانت مروحة تدور أطرافها، هذا ما يحدث مؤمن زكريا بإمكانه الدخول للعمق ومن ثم عبد الله يتجه للطرف بينما يتبادل مؤمن الجناح الأيسر للأيمن وعبد الله يتحرك ليغطي تلك المساحة أو يكون محطة على الطرف يستلم ويسلم الكرة سريعا ومن ثم يصنع تهديدا على مرمى الخصم.

كان ما سبق فيما يخص الهجوم لكن ماذا عن الميزة التي يفتقرها أي صانع لعب حاليا؟ مارتن يول مدرب الفريق يعتمد على ضغط خصمه بصورة متقدمة والاستحواذ على الكرة وبالتالي فمطلوب من الجميع التراجع للخلف واستخلاص الكرة ومن المهاجم التواجد عند منتصف الملعب هذا في حالة فقدان الكرة.

في حالة فقدان الكرة من طرف الأهلي فإن عبد الله يتراجع سريعا ليراقب لاعب وإن تطلب الأمر تدخله لاستخلاص الكرة فهو سيفعل ذلك ونتذكر جميعا أن الفريق حينما كان لا يحتوي على محور ارتكاز كان جوكر الوسط عبد الله يلعب في عمق الملعب كمحور دفاعي يقطع ويسلم لمن يلعب أمامه، وأحيانا شارك على الجناح، عبد الله يمنح مدربه أريحية تكتيكية في وسط الملعب، متوسط ميدان متكامل المهام نشيط يتحرك كثيرا.

نقطة أخرى يمتلكها عبد الله وهي من أقوى مزاياه. التسديد على المرمى وفك التكتلات الدفاعية، في حالة لجوء الخصم للدفاع أمام مرماه بتكتل كبير أو كما يطلق عليه بغابة من السيقان فعبد الله لا يتردد أبدا عن التسديد على مرمى الخصم.

التراجع الدفاعي لعبد الله يمتد لمنطقة جزاء الأهلي وليس ثلث وسط الملعب، أي أنه يعود ويستخلص ويمرر الكرة لزملائه ومن ثم يتقدم ليحصل مجددا على الكرة ويوزعها للأمام.

ماذا عن صالح جمعة؟

المهمة تبدو صعبة، نعم هي كذلك مع غيابه عن مباريات المارد الأحمر لفترة لا بأس بها لكن لا شك بأنه البديل المثالي إن أراد مارتن يول ضرب خصمه بسرعة، صالح يمتلك ميزة التمريرات القصيرة السريعة والبينيات المتقنة بالإضافة لانطلاقاته الفردية المهارية تجاه العمق واختراق منطقة جزاء الخصم.

صالح لا يتحرك بكثافة على الأطراف لكن مجمل تحركاته يكون دائما في عمق الملعب للأمام نحو منطقة جزاء الخصم وبالتالي فالجناحان سيكونان متقيدان بمراكزهما وإن أرادا التبديل من اليمين لليسار هذا يعني أن غالي من سيغطي تلك النقطة وليس صالح.

لدى جمعة ميزة رائعة للغاية في المهارة التي يمتلكها بالتلاعب بدفاعات خصمه وبالتالي يكلفه أخطاء سواء على حافة منطقة الجزاء أو داخلها، ربما يحتفظ بالكرة وقتا لا بأس به لكنه في النهاية يتصرف بصورة صحيحة في كثير من الأحيان، وبالتالي فقد يخلق فرصا تهديفية باختراق العمق.

مشكلة صالح ستكون دفاعية، صالح لا يتراجع وإن تراجع فتلك مشكلة كبيرة، فمتوسط ميدان الأهلي ضعيف في استخلاص الكرة ونتذكر ما حدث في مباراة وادي دجلة بالجولة العاشرة حينما تحصل على إنذارين في أقل من 5 دقائق ليطرد في الدقيقة 68 بالمباراة التي انتهت بنتيجة 0-0، لا يجيد التراجع لمساندة الخط الخلفي وإن تراجع فإنه لا يقدم الإضافة الدفاعية المرجوة وتلك نقطة بكل تأكيد ستقلق مارتن يول وبالتالي تقع المشكلة على عاتق غالي وعاشور بتقديم عمقا دفاعيا أكبر.

يجيد جمعة بانطلاقاته السريعة من الخلف للأمام بقيادة هجمات مرتدة وتمرير الكرة لأفضل لاعب بإمكانه أن يخلق خطورة ويسحب معه المدافعين بطريقة متميزة رأينا ذلك في مباراة المقاولون وتسبب في إحدى الكرات بهدف عبد الله السعيد الذي جاء من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.

صالح يعتمد على الاستناد على زملائه إما المهاجم أو الجناح كمحطة للتخلص من الرقابة بعملية تسليم وتسلم سريعة ويتجه صوب المرمى محاولا صناعة خطورة، لكن تسديداته أقل من عبد الله السعيد وكذلك أقل خطورة.

الفرصة أتت الآن لصالح جمعة لإثبات أنه صانع الألعاب المتقدم الذي يبحث عنه الأهلي خصوصا وأنه قد يواجه منافسة من عمرو السولية لكن أقربهم للمشاركة جمعة الذي يمتلك خصائص ربما أقرب للسعيد ولكن كذلك لأنه شارك ويعرف جيدا ما هو مطلوب منه فهل يغتنم الفرصة ويقدم الإضافة ويحاول إقناع مارتن يول أن بإمكانه صنع الفارق مثل السعيد، وكذلك أن يساهم دفاعيا مع ارتكاب أخطاء أقل؟ في النهاية عليه أن يدافع مع مارتن يول.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات