كتب : محمد البنا | الخميس، 09 يونيو 2016 - 22:27

أبو ريدة.. وصفر المونديال

هل تعلم أن مصر لديها عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم؟ هل تعلم كم مصريا يعمل في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟ هل تعلم أن مقر الكاف الرئيسي في القاهرة؟

مرة أخرى، يظهر إخفاق جديد لمسؤولي كرة القدم في مصر بسبب إهمال أو جهل باللوائح أو عدم دراسة أو جميع ما سبق.

منتخب مصر استقر في التصنيف الثاني في قرعة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.. نحو حلم جديد كان من المفترض أن الإعداد له بدأ منذ أعوام كثيرة ماضية.

انتظرت حتى أعلم السبب الرئيسي لتراجع تصنيف مصر من الفئة الأولى إلى الثانية لتحديد من المُقصر ومن المسؤول؟

عمرو شاهين مدير التسويق "المصري" في الاتحاد الإفريقي كشف لـ FilGoal.com عن الأسباب الثلاثة لتراجع تصنيف مصر. (يمكنك قرائتها من هنا)

قبل السرد في تفاصيل الأسباب، لكن يكفي أن مسؤول منتخب مصر ولن أقول اتحاد الكرة، بل هو هاني أبو ريدة المشرف العام على منتخب مصر وصاحب الكلمة العليا في القرارات المصيرية لم يتحر الدقة في عدة قرارات أو حتى يرجع لمدير التسويق بالكاف أو متخصصين لاتخاذ ما يلزم.

- القرار الأول: خوض مباريات ودية

ظن هاني أبو ريدة أن النقاط تزداد كلما لعبت مباريات أكثر، وهو ما جعل المنتخب المصري يخوض أكثر من 12 مباراة من بينها مواجهات مع فرق غريبة مثل ليبيا والأردن.. بل والسعي لاحتسابها دوليا!

خوض أكثر من 12 مباراة في السنة الأخيرة يخصم من نقاط مصر في التصنيف.. نقطة صريحة تدل على عدم دراية من رجل يعمل في الفيفا والكاف.

- القرار الثاني: إلغاء ودية الكونجو

رغم استقرار اتحاد الكرة على خوض مباراة الكونجو وديا، إلا أنه تم إلغائها، والسبب هو أن تونس لن تلعب في هذا التوقيت.

ظلت مصر تراقب تونس "هتلعب ولا لأ" حتى اللحظات الأخيرة وتم إلغاء المباراة التي -وبحسب عمرو شاهين- إن أقيمت ستجعل مصر في مرتبة متقدمة عن تونس في التصنيف.

كنت أظن وقتها أن العقل الذي يفكر وينظر لتونس ربما لديه معلومة تقول إنه في الطريق الصحيح.. لكن العكس تماما هو الحقيقة.

من خلال ما أقره عمرو شاهين، يظهر تماما فشل صاحب القرار الذي يتحكم في مستقبل حلم لملايين المصريين.

-----

"من يريد التأهل لكأس العالم فليواجه أي منتخب" لا أتفق نهائيا مع هذه المقولة المتداولة بعدما وقع منتخب مصر في التصنيف الثاني، إذن ولماذا "وجع الدماغ" من البداية.. وحسابات وإلغاء مباريات وغيرها.

نعم، أعلم تماما قد نقع في مجموعة متوازنة ونفشل في التأهل.. وقد نقع في مجموعة الموت ونتأهل.. (عمرها ما حصلت) لكن ممكن.

النقاش الآن حول عشوائية الإدارة من رجل سيصبح رئيسا لاتحاد الكرة المصري.

أبو ريدة

باختصار، هو رجل شغل أغلب المناصب المسؤولة في اتحاد الكرة المصري من أمين صندوق وحتى نائب رئيس إلا أنه لم يأتي على رأس المنظومة بشكل رسمي من قبل.

هدفه الآن هو رئاسة اتحاد الكرة..

أبو ريدة الذي عين في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي وكان مسؤولا عن ملف مصر لاستضافة مونديال 2010 في 2004 ولم ينجح في جلب صوت واحد فقط على الأقل من أربعة أصوات إفريقية، يعود بعد 12 عاما ليكون مشرفا على حلم ملايين المصريين بالتأهل لكأس العالم 2018.

خرج يصرح بعد فشل الملف المصري في حصد صوت واحد في العدد رقم 42914 لصحيفة (الأهرام) لعام 2004: "وجودي كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لا يعني أنني أقوم بالدعاية المباشرة لمصر في إفريقيا‏..‏ وإنما كان من المفترض أن أساعد من وراء الستار وأن يكون هناك دائما وجه رسمي معلن هو الذي يتحدث باسم الملف المصري‏..‏ وهو الأمر الذي لم يتم".

"الكاميرون ذاتها لو كانت تقدمت لما دعمها عيسى حياتو مباشرة بل من خلف الستار، لكن أنا حتى لم تتح لي الفرصة لدعم مصر سواء أمام الستار أو خلفه، وحين بدأت أنبه بصعوبة فرص مصر أصبحت مغضوبا عليه".

إذن طالما أن الأمور تدار هكذا، لماذا نتغنى دائما بلقب "عضو المكتبين التنفيذيين للاتحاد الدولي والإفريقي؟" وكأن المنصب سيعود بأي فائدة على مصر.

غالي Vs نبيه

الرجل ذاته، والمسؤول الأول عن منتخب مصر كان سببا في خروج أزمة حسام غالي وأسامة نبيه للإعلام بتصريحه: "تدخلت بالفعل لاحتواء أزمة بين الثنائي في معسكر قبل مباراة نيجيريا".

ماذا لو كان أجاب: "لا كل هذه شائعات ولا توجد أي مشكلة؟".. الأزمة أساسا كانت في طريقها للانتهاء والتلاشي لولا تصريحات أبو ريدة التي أعادتها للإعلام.

وبالطبع كلنا تابعنا ما وصلت إليه وتحولت إلى "خناقة أهلي وزمالك".

هل أراد أبو ريدة أن يعلن أنه الأب الروحي والرجل الذي يحتوي الأزمات قبل انتخابات رئاسة اتحاد الكرة؟

---

قال هاني أبو ريدة بعد فوز مصر على تنزانيا: "أؤكد أن مصر في الفئة الأولى"، وهنا سأله FilGoal.com وماذا لو وقعنا تصنيف ثاني؟

أجاب ضاحكا: "هيبقى في ضرب نار".

أعجبتني الثقة التي تحدثت بها، ننتظر ضرب النار، لكن على من ترى؟

اضغط هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات