كتب : إسلام مجدي | الأحد، 01 مايو 2016 - 14:37

هل يحتاج الزمالك لمؤامرات خارجية؟

ما يعيشه الزمالك حاليا من اضطرابات أصبح أمرا مفهوما للبعض، لا يمكن للفارس الأبيض أن يحيا من دون بعض الضوضاء الإدارية التي تؤثر بالسلب على نفسية اللاعبين والمدرب على حد سواء المهم أن تكون الإدارة في الصورة.

لم يحدث في ناد في العالم ما يحدث لنادي الزمالك، الفريق ليس بحاجة لأي مؤامرات من الإعلام أو الحكام أو حتى لجنة المسابقات، يكفيه رئيس النادي الذي يغير مدرب كل 6 جولات.

"لا أعلم ثقافة أو طريقة رئيس النادي، مؤخرا الأوضاع لم تكن مستقرة، رئيس الفريق يطلب طلبات كثيرة من المدربين". ريشتارد كيز مذيع beIN Sports يتحدث لـ في الجول.

مشكلة الزمالك أن الفريق لا يعرف ما يريده حقا من المدرب، بإمكاننا تحديد خطة زمنية لمدرب ما عام ونصف العام لبناء فريق، لكن كيف يأمن أي مدرب مستقبله مع فريق يبدل مدربيه أكثر من لاعبيه؟

جوزفالدو فيريرا رحل لأن رئيس النادي فقط رأى أنه لا يصلح لقيادة الفريق على الرغم من أنه حقق بطولة الدوري والكأس فقط خسر بطولة السوبر، باكيتا رحل بعد 6 مباريات وكذلك أحمد حسام "ميدو"، الأمر أصبح صعبا في الفريق تخيل لاعب يستيقظ صباحا ليجد مدربا جديدا بتكتيكات جديدة بفكر آخر يتولى قيادة الفريق وعلى اللاعب الخارق أن يتكيف على الأوضاع وإلا يصبح "فاشل فاشل فاشل".

ما يحدث مع ميلان عبرة؟

ميلان الإيطالي لا يصبر على مدربيه بعد رحيل ماسيمليانو أليجري في 2014، تولى كل من ماورو تاسوتي مباراة ثم كلارنس سيدورف ثم فيلبو إنزاجي ثم سيسنا ميهايلوفيتش وأخيرا كريستان بروكي والنادي حاله لا يسر الناظر ويفشل حتى في التأهل لدوري أبطال أوروبا وأصبح فوزه في مباراة بالدوري هو أقصى طموحاته.

الزمالك ليس بحاجة لمؤامرات خارجية

هل يتعلم يوما من يدير الأمور في الزمالك أن يحيا فريقه في استقرار فني وإداري من دون مشاكل لمدة 24 شهرا ليجرب فقط الفكرة، عامان من راحة البال وهدوء الأعصاب والتكفير فيما هو قادم وعدم إهانة المدربين واللاعبين ووضع ضغوط نفسية لا تطاق على جميع من يساهمون في نشاط كرة القدم وانظر لما سيحدث.

احترام الخصم لك لن يأتي بالخوف منك لأنك ستوجه له الإهانات، بل لأنك فريقك قوي وبطل بإمكانه الفوز في أصعب الظروف وحتى في فترات سوء المستوى البطولة تأتي بالعمل لا بالكلمات اللاذعة.

لم يحدث يوما أن فكر الخصم في نسج مؤامرة ما على ناد يعيش بنفسه في مشاكله الخاصة ولا يستقر لمدة تزيد عن الشهر، الفريق دوما يعاني من الصراعات سواء من لاعبيه أو بين المدرب ولاعبيه أو بين المدرب ورئيس النادي.

كيف يلتزم اللاعب بسلوكياته إن كان يرى رب البيت بالشتائم عازفا؟ بكل تأكيد حالة الفوضى لن تخلق سوى مستوى سيء وتذبذب شديد في الطريقة التي يلعب بها الفريق لتصبح مملة مع الوقت حتى وإن فاز بنتيجة 3-0.

الفكرة أن اللاعبين بعضهم أصبح يشعر أنه موظف في الفريق، لن يؤدي عمله كما يجب، طالما أنه يرى رئيس النادي يوجه له الإهانات ويخصم منه كل فترة بسبب أو من دون سبب ويراقبه ويهدده، كل ذلك سينعكس بالسلب على الشكل العام بكل تأكيد فهل الفريق بحاجة لمؤامرة خارجية من الإعلام والحكام والأندية المنافسة؟ يكفيه ما يعيشه من صراعاته الخاصة، وأخيرا اللاعبون الذين يحققون البطولات في ظل تلك الحروب والضغط النفسي هم أبطال بكل تأكيد لأنهم يلعبون في ظروف قياسية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات