كتب : إسلام مجدي | الخميس، 31 مارس 2016 - 09:48

متى ننصف حجازي؟

ربما اتجه البعض لمهاجمة أحمد حجازي مدافع منتخب مصر متهمين إياه إما بالبطء تارة أو بأنه لا يتحول عكس اتجاه جسده ويدور بالسرعة المطلوبة.

حجازي مدافع متميز للغاية في نقاط محددة: افتكاك الكرة من الخصم وهدم الهجمة، وفي كثير من الأحيان تسلم وتسليم الكرة كون تمريراته منضبطة إلى حد كبير. أقرب لما يسمى ببرج المراقبة.

تحرك حجازي ببراعة في اللقاء الأول ضد نيجيريا، داخل منطقة الجزاء وحتى منتصف الملعب. قدم تغطية لكل مناطق مهامه حتى وإنك كمشاهد تشعر في بعض الأحيان أن منطقة الجزاء ملك له.

فاز بالكرة في 7 مرات وخسرها في 3 مرات، تسلم الكرة في 12 مرة ولم يفشل مطلقا في تسلمها.

قطع الكرة في أكثر من 12 مرة ليمنع الخطر عن منطقة جزاء واستعاد الكرة من نيجيريا في 3 مرات وفاز بكرتين هوائيتين وخسر كرة.

حجازي كان ثالث أكثر لاعب فاز بالكرة في منتخب مصر في لقاء الذهاب بعد 9 كرات فاز بها إبراهيم صلاح بالتساوي مع النني و8 لأحمد حسن كوكا ومحمود حسن تريزيجيه يأتي حجازي في المركز الثالث.

في المباراة الثانية تحرك ضعف تحركاته في مباراة كادونا، تحرك من منقطة الجزاء بكامل ثلث منطقة مصر وحتى نصف الملعب وتقدم للمساندة في الجانب الهجومي.

حجازي يوم الثلاثاء فاز بالكرة في 9 مرات ولم يخسرها مطلقا وتسلمها في 37 مرة ولم يفشل في أي مرة، وفاز بالتحامين مع الخصم وخسر اثنين.

لكل مباراة ظروفها في مباراة نيجيريا الأولى المنتخب كان مضغوطا طوال المباراة لكن في أبرز لحظة ظهر حمادة طلبة لينقذ مرماه من هدف مؤكد، لكن لم ينتبه أحد لما يقدمه حجازي طوال المباراة.

في المباراة الثانية ببرج العرب، قدم حجازي مباراة كبيرة وقطع الكرة في أكثر من مرة، لكن لازالت الاتهامات توجه له بالبطء وسوء التحرك على الرغم من أنه أحد أفضل المدافعين في نقاط التمركز والتحرك.

بطيء؟

ربما كان بطيئا في بعض الأحيان لكن فلنستمع إلى أشرف خضر أحد المدربين الذين شاهدوا حجازي يصعد من قطاع الناشئين في الإسماعيلي للفريق الأول للدراويش.

يقول أشرف خضر: "كان الحديث الدائر بين مدربي صغار الإسماعيلي أن حجازي لاعبا جيدا لكنه بطئ بعض الشيء".

ثم يضيف "عندما تم تصعيده للفريق الأول وجدنا الامر مختلف تمام. وجدناه لاعبا يمتلك ثقة كبيرة في نفسه ويرى نفسه مميزا بين أقرانه، كما أنه يمتلك الطموح".

يحكي خضر أنه شاهد كيف يتطور حجازي ويعالج مشكلة السرعة بحسن التمركز حتى وصل إلى فيورنتينا حيث مدرسة الكالتشيو.

--

"أنت لن تسبق ليونيل ميسي أبدا، لهذا لا تحاول الدخول في سباق معه. تحرك خطوة واحدة متأخرة بحيث تمتلك الفرصة لمجاراته في الملعب.. هكذا تستطيع تعويض افتقارك للسرعة بحسن التمركز".

أليساندرو نيستا نجم الكرة الإيطالية يحكي عن كيف أوقف ميسي في مباراة لميلان وبرشلونة حين كان للروسونيري عظمة.

--

الأهلي يعتمد على خطط هجومية قد تظهر معها مساحات، يجيد حجازي شغلها وأحيانا يخطئ. والأخطاء جزء من كرة القدم: أخطاء الحكام، واللاعبين، والحراس.

يوان كرويف سجل في مرماه بالخطأ يوما ما.

حجازي ليس كرويف ولم يسجل بعد في مرماه، لكن بعض الإنصاف مطلوب.

اللاعب قدم مباراتين متميزتين للغاية، هو ليس بحاجة لكلمات الشكر والإنصاف، لكن بحاجة لعدم الإنصات لهجوم غير واضح المعالم عليه.

حجازي في مباراة نيجيريا قدم مثلا وليس حصرا لما يستطيع أن يمنحه لمصر من أمان مع تطوره وعمله وحسن تمركزه.

ارشيف أحمد حجازي منتخب مصر
مقالات أخرى للكاتب
التعليقات