دييجو كوستا وفن الحرب - (3) النوم والبلاي ستيشن.. وحفلات أفلام البورنو

الخميس، 17 مارس 2016 - 13:50

كتب : محمد الفولي

كانت الفترة التي قضاها دييجو كوستا داخل جدران سيلتا فيجو مليئة بالقصص الغريبة والطريفة. فبخلاف حصوله على طرده الثاني مع الفريق الإسباني بسبب إنذارين متتالين لم يفصل بينهما سوى ثوان معدودة في الجولة الـ16 أمام الفريق الثاني لإشبيلية، فإن مواجهته مع ويليجتون لاعب مالاجا وما تلاها جديرة بالذكر.

في تلك المباراة التي احتضنها ملعب لاروساليدا وأثناء لعبة هوائية ضرب كوستا ويليجتون بركبته في الرأس مما تسبب له في إحداث جرح كبير تطلب تقطيبه بسبع غرز ليخرج المدافع ويقول إن هذه ليست أول مرة يقوم فيها دييجو بمثل هذه الأمور بل هو معتاد عليها.

على الفور جاء الرد من كوستا بأسلوبه الخاص حيث قال: "لم تكن نيتي تعرضه للإيذاء، ولكن على أي حال هو يستحق هذا. لماذا يشكو كثيرا؟ هل هو فتاة صغيرة؟ إذا لم تكن تعجبه الأمور هنا فربما عليه الذهاب للعب الكرة الطائرة!".

- النوم والبلاي ستشين:

قبل بدء العطلة الشتوية تعهد كوستا في تصريحات صحفية قبل السفر نحو البرازيل بأنه لدى العودة سيحاول السيطرة على نفسه ليصبح إنسانا جديدا، ولكن بعد العودة حدثت مجموعة من الأمور التي لم تساعده كثيرا.

رحل خوان رامون لوبيز كارو مدرب الفريق وجاء أنطونيو لوبيز بصورة مؤقتة لحين قدوم أليخاندرو مينينديز الذي لم يكن كوستا يدخل ضمن قائمة أولوياته كثيرا، ولكنه على الرغم من هذا كان معجبا بصراحته.

يقول مينينديز: "إذا وصل في أحد الأيام متأخرا للتدريبات لم يكن يحدثك عن ذلك العذر التقليدي بأنه نسى ضبط المنبه، ولكنه كان يقول بكل بساطة أنه غفل أثناء لعب البلاي ستيشن واستيقظ ليجد نفسه متأخرا. كان يقول هذا بشكل صادق ومسلي".

من ناحيته يقول أنطونيو نونييز لاعب سيلتا الذي زامل كوستا في تلك الفترة: "لم يكن قادرا على تمييز أوقات الجد من المرح. أتذكر أنه أحيانا كانت يتثاءب بتلقائية كثيرا أثناء إلقاء المدرب لمحاضرته الفنية قبل المباريات".

وتابع "المدربون الذين يعتمدون على الحزم كسلاحهم الأول بكل تأكيد لن ينجحوا معه، ولكنه في الملعب كان يتحول إلى وحش. شيء آخر".

- الطريق نحو ألباسيتي:

- هل تعرف من الذي أطلب منك التعاقد معه؟ إنه اللاعب الذي سينقذ الفريق؟

- حسنا يا اجناسيو ولكن فلتعلم، هكذا سأضطر لجلب طبيبين نفسيين؛ الأول لك والثاني له!

هذا جزء من النقاش الحاد الذي دار بين خوان اجناسيو مارتينيز مدرب الباسيتي ونائب رئيس النادي جونزالوا باناديرو بخصوص رغبة الأول في ضم دييجو كوستا وهو الأمر الذي تم بالفعل، ولكنه لم يكن سهلا.

قبل هذا النقاش الحاد بعدة أسابيع كان المدير الرياضي لأتلتيكو مدريد خيسوس جارسيا بيتارتش تلقى اتصالا هاتفيا من دييجو كوستا يخبره بأن مدرب مالاجا اتصل به وأخبره برغبته في ضمه.

كان رد فعل بيتارتش في الرفض التام لفكرة إعارة كوستا لمالاجا حيث يقول حول هذا: "مدينة ساحلية مع الشمس والهواء ولاعب مثل دييجو وحده هناك؟ لم أكن لأترك هذا يحدث حينها حتى في أحلامه".

يضيف بيتارتش "أخبروني من ألباسيتي بقلقهم من مسألة النقود، ولكنني قلت لهم أن يطمئنوا، وحررنا عقدا كانت تنص بنوده على أنه كلما لعب مباريات أكثر سيدفعوا أموالا أقل، كان كل ما يهمني هو زيادة الاحتكاك".

جرى توقيع العقود في 22 أغسطس 2008 وبعدها حفل تقديم كوستا لاعبا جديدا في الفريق، حيث شهدت الأيام الأولى مجموعة من الطرائف مثل تلك التي كان المدرب اجناسيو مارتينيز طرفا فيها.

يقول المدرب "في البداية كان يعتقد أن ألباسيتي بها بحر مثل مالاجا، الحقيقة أنه لم يكن يعرف أي شيء حيث قال لدى وصوله (وكيلي هو من أرسلني هنا)، كان يعتقد أن الأمور ستكون أفضل من هذا. لم يكن يعرف من نحن لدرجة أنه طلب العودة لمدريد ولكن في النهاية تمكنا من اقناعه بالبقاء وفي مباراته الأولى سجل".

- حفلات الشواء وأفلام البورنو:

على أي حال فإن الوضع النفسي لدييجو كوستا مع الباسيتي كان أفضل بكثير حيث اندمج كثيرا مع لاعبي الفريق وشكل معهم صداقة كبيرة جعلت من منزله المكان المفضل للاجتماع والسهر كل خميس لإقامة حفلات الشواء ولعب الأوراق بسبب اتساع شرفته، ولكن في أحد الأيام فوجئ الجميع بالشرطة تطرق الباب.

يقول دييجو تروتا زميل دييجو في تلك الفترة: "في إحدى المرات جاء أفراد من الحرس المدني لأن جارة كوستا اشتكت من دخان الشواء وطلبوا رؤية بطاقات هوية الجميع وجوازات السفر وتحدثوا معنا بخصوص الأمر، ولكننا على أي حال تمكننا من شواء كل اللحوم التي كنا نرغب بها".

كانت جارة كوستا مسكينة بحق حيث تكفي تلك الواقعة التي يقصها العضو المنتدب للنادي فيسينتي فيرير دي لا روسا حيث يقول: "اتصلت بي الجارة واشتكت من الضوضاء التي تصدر من عند كوستا".

وحكت "في إحدى المرات كوستا ومن معه كان يشاهدون فيلما إباحيا بأعلى صوت يسمح به التلفاز، وحينما طرقت على بابهم وطالبتهم بخفض الصوت كانت إجابة دييجو(وما هي المشكلة؟ ألم تمارسي الغرام من قبل أم ماذا؟)".

- الوجه الطيب لقاهر اللصوص:

يشهد الكثير ممن عاصروا كوستا في حقبة ألباسيتي أن لديه شخصية مختلفة عن تلك التي تظهر أمام الكاميرات والفرق المنافسة، حيث يقول إخصائي العلاج الطبيعي مانولوا بيلدا أنه أثناء تواجد دييجو في النادي مرت فترة كان اللاعبون هم من يتقاضون رواتبهم فقط وليس الإداريين، لذا قرر البرازيلي أنه لن يتدرب حتى يحصل الجميع على حقوقهم.

يضيف بليدا "في قطاعات الناشئين والفريق الثاني جلبنا الكثير من البرازيليين، وهو كان يدعوهم لمنزله لتناول الطعام والتسلية وتمضية الوقت وتقديم أي شيء يطلبونه".

فيما يقول طبيب ألباسيتي ادواردو رودريجز فياندو "أتذكر أن الرئيس دخل غرفة الملابس مرة لتحية اللاعبين وصافحهم واحدا تلو الأخر ولكنه حينما وصل لدييجو قال له (لن أمد لك يدي، إلا حينما تدفع رواتب الجميع)".

وكان من ضمن أكثر المواقف غرابة في الفترة التي قضاها كوستا في ألباسيتي، ما حدث أثناء عودة الفريق من مواجهة ريال سوسييداد في سان سباستيان حيث يقول زميله حينها خيسوس كابريرو "كنا في رحلة العودة ليلا والساعة حوالي الثانية والنصف فجرا وتوقفنا في استراحة وأثناء ذهابنا للصعود للحافلة".

وأضاف "أدركنا وجود لصين لذا شرعا في الهروب، ولكن دييجو بدأ في الركض خلفهم محاولا اللحاق بهم وهو يسبهم بالبرتغالية ونحن نصرخ من خلفه ونتعجب من هذا الجنون".

- العبور من الأزمة:

على الصعيد الرياضي لم يجلس كوستا على الدكة لفترة طويلة ولكن شجار جمع بينه وحارس الفريق جوناثان دفع المدرب اجناسيو مارتينيز لعدم الدفع بأي منهما في التشكيل الأساسي بمواجهة ريال سوسييداد في 13 ديسمبر، ولكن قبل نهاية المباراة بدقئق دفع به المدرب ليسجل هدف الفوز في الدقيقة 93.

كان اجناسيو مارتينيز يعرف جيدا كيف يتعامل مع كوستا حيث يعود جانب كبير من هذا إلى وكيل اللاعبين أنطونيو ألفارو الذي لعب دور الوساطة في مسألة قدومه لألباسيتي حيث يقول المدرب "ألفارو هو من علمنا قاعدة الثلاث ثوان مع كوستا".

وأوضح "قاعدة الثلاث ثوان هي تلك الفترة التي تتداخل فيها أسلاك ووصلات مخه ولكنها بعدها يصبح أنبل شخص في العالم. هذا ساعدنا كثيرا معه".

لم تدم السعادة كثيرا حيث حدث خلاف بين مجلس الادارة تقرر بعده اقالة اجناسيو مارتينيز وتولية المدير الرياضي ماكسيمو هيرنانديز مسئولية الفريق، على الرغم من أن الباسيتي كان يضمن بشكل كبير عدم هبوطه.

تزامن كل هذا مع شعور خاطئ من كوستا بأن وكيله جورجي مينديش لا يعتني به جيدا، لذا كان يفكر في فسخ عقده معه واللجوء لألفارو ولكن المدير الرياضي لأتلتيكو مدريد خيسوس جارسيا بيتارتش كان من أقنعه بالتراجع.

يقول بيتارتش حول هذا "قلت له أن مينديش هو من اتصل بي وأقنعني بالذهاب لمشاهدته وأنه لو كانت هذه المكالمة من أي وكيل آخر لم أكن لأذهب، أخبرته بأنه يجب عليه الشعور بالامتنان لمينديش. ربما لا يشعر أنه لا يعتني به لأنه لم يكن يتصل به، ولكنه كان على اتصال دائم بي ليسألني عن راتبه ومنزله وسيارته وكل شيء، كان يقوم بعمله على أكمل وجه".

مع اقتراب نهاية الموسم كان الفريق ضمن البقاء في الدرجة الثانية، حيث كانت من أفضل مباريات كوستا تلك التي خاضها أمام رايو فايكانو وسجل فيها هدفين وصنع الثالث بل وكاد يحرز الرابع، لذا نفذ ماكسيمو هيرناندز وعده للاعب وسمح له بدء عطلته مبكرا شريطة أن يكون الأمر المعلن أمام وسائل الاعلان هو أنه يعاني من اصابة.

أنهى كوستا حقبته مع الباسيتي بتسجيل 10 أهداف وترك انطباع جيد لدى كل من عاصروه كزميل وليس كخصم، لدرجة أن الفريق أقام له حفلة وداع حضرها كل اللاعبين والاداريين والعاملين بالنادي، حيث كان هنالك قناعة لدى الجميع بأن هذا هو الوقت الأنسب لكي يلعب في الدرجة الأولى.

التعليقات