كتب : أحمد مختار | الأربعاء، 10 فبراير 2016 - 00:39

تحليل أهلاوي.. الفوز في القمة يبدأ دائما من الارتكاز!

بدون تغييرات ذلك أفضل كثيرا، هكذا يتحدث المنطق الكروي في المباريات الكبيرة.

لكن عبد العزيز عبد الشافي "زيزو" كان له رأي أخر، بعد أن رفض اللعب بالتشكيل التي جلبت الفوز أمام إنبي، وأجرى تعديلات رئيسية.

كالاكتفاء بمهاجم واحد هو ماليك إيفونا، مع وضع الثنائي أنطوي وعمرو جمال على مقاعد البدلاء، مع الدفع بمؤمن زكريا مع رمضان صبحي على الأطراف.

# اللعب في الأسماء

خطة أقرب إلى مزيج بين 4-2-3-1 و 4-3-3، عبد الله السعيد هو المحوري.

يعود كثيرا لمساندة ثنائي الارتكاز، وصناعة ثلاثي الوسط بالمنتصف، وفي حالة صعوده للثلث الهجومي، يصبح صانع ألعاب صريح في المركز 10 خلف إيفونا، هذه هي خطط الأهلي باختصار شديد في البدايات.

في المقابل، لعب ميدو بتحفظ شديد، ثلاثي وسط صريح في الارتكاز، أحمد توفيق في العمق، يسانده كلا من إبراهيم عبد الخالق ومعروف يوسف، فيما لعب الثلاثي كهربا، حفني، باسم في الهجوم، لكن وضح تماما أن الزمالك يلعب على المضمون، العودة إلى الدفاع في حالة فقدان الكرة، والهجوم العنتري في حالة الحيازة والسيطرة.

# المؤ

مؤمن زكريا حالة كروية خاصة جدا، هو لاعب ينقصه الكثير، وكانت هناك وجهات نظر قوية تؤيد جلوسه على الدكة.

لكن طريقة هجوم مؤمن تربك دفاعات الزمالك باستمرار، لأنه لاعب يأتي دائما دون رقابة، ويتحرك في الفراغ المصنوع بكل حرفية، نسخة من توماس مولر في الحالة الهجومية مع الفارق بالتأكيد.

حيث يعرف اللاعب الأهلاوي كيف يصنع المساحة في أضيق الأماكن داخل الملعب.

لذلك كل فرص وخطورة الأهلي في الشوط، شارك فيها مؤمن زكريا، بقصد أو بدون!

لعب الأهلي هجوميا خلف ارتكاز الزمالك، يعود رباعي الدفاع الأبيض كثيرا للخلف، وتوجد فراغات واضحة في وبين الخطوط، بالتحديد خلف أحمد توفيق وأمام الثنائي جبر ودويدار، على حافة منطقة الجزاء تقريبا.

يدخل مؤمن زكريا باستمرار إلى العمق، يتحول إلى لاعب وسط هجومي صريح.

يُجبر معروف يوسف على مراقبته ليخرج تدريجيا بعيدا عن الكادر، وهنا يحصل السعيد على الحرية المطلوبة، وكلما حصل غالي على الكرة، يجد الطريق إلى عبد الله سهل ويسير، لأن وسط الزمالك مشغول بمؤمن، ودفاعه بإيفونا!

*خارطة مؤمن زكريا الحرارية خلال المباراة*

لاعب جناح على الورق، لكنه في كل مكان بالثلث الهجومي، في العمق، في الوسط، أسفل الأطراف، وبجوار الظهير، لمساندة فتحي أمام كهربا.

صنع الأهلي بعض الخطورة خارج منطقة الجزاء، كذلك حاول إيفونا فعل شيء داخلها، وكان السر أيضا في مؤمن زكريا، لأنه يتحول إلي مربع العمليات، ويلعب على مسافة قريبة من ماليك.

فيظهر الأهلي وكأنه يتوغل بثنائي صريح في الشق الهجومي.لم يُغيّر زيزو من أفكاره، لكنه غيًر فقط من الأدوات التي يستخدمها.

وإذا كان مؤمن قام بجزء من الدور المتاح، فإن إيفونا خانته كان يحتاج باستمرار إلى عون قوي بجواره، لأنه يتحرك كثيرا بعيدا عن منطقة الجزاء، من الصعب لعبه كمهاجم وحيد.

إذا تحولنا للمنافس، فإنني سأستعير مقولة أحد أصدقائي الزملكاوية، ميدو يلعب بخطة الخوف، ألا نستقبل هدف فقط.

وهذا ما شاهدناه في الشوط الأول، لأن كل عمل الزمالك الهجومي خلال أول 45 دقيقة، عبارة عن ركض بالكرة ومحاولات غير مجدية للمراوغة.

لكن ساعدهم بعض الشيء سوء تمركز حسام غالي، يترك مساحات شاغرة خلفه، وهذا يظهر بوضوح كلما ابتعد عاشور عن الصورة.

هذا فكر ميدو الهجومي، لكن على صعيد الدفاع، لم يقدم لاعبي الارتكاز الإضافة فيما يخص ضبط التحولات "المرتدات"، خصوصا إبراهيم عبد الخالق، اللاعب الذي كان قريب من وضع الأهلي في المقدمة، لولا رعونة مؤمن زكريا، في أخطر فرص الشوط الأول.

# هدف إيفونا

بدأ الشوط الثاني بنفس مجريات الشوط الأول، لا خطة على الإطلاق للزمالك، وخطورة على فترات متباعدة للأهلي، لكن هدف التقدم جاء بسبب هفوة لا تغتفر من وسط الزمالك.

يضم الفريق الأبيض مجموعة من أفضل صناع اللعب في الكرة المصرية، حفني، فتحي، شيكابالا، وحتى كهربا لاعب "صايع" بلغة الكرة.

لكن ارتكازات الفريق عبارة عن أشباح عندما يحصلون على الكرة.

توفيق، عبد الخالق، معروف، وحتى الغائب طارق حامد، رباعي لا يعرف كيف يمرر وأين يتمركز، وبالضغط عليهم، يفقدون الكرة بكل سهولة، وهذا ما حدث في هدف إيفونا بالنص.

يضغط حسام عاشور، يقطع الكرة، يحصل عليها المهاجم المحترف، يتلاعب بالدفاعات البيضاء على طريقة لويس سواريز، ويسجل واحد من أجمل أهداف القمة.

هل الأهلي كان رائعا بحق؟ أم عشوائية الزمالك بلا نهاية؟

أدار زيزو المباراة بأسلوب كلاسيكي إلى حد كبير، هجوم بطيء، تحفظ أثناء الخروج بالكرة، تغييرات متأخرة للغاية، خصوصا صالح جمعة، اللاعب الذي كان يجب أن يشارك من بدايات الشوط الثاني، مع سوء مستوى غالي وانخفاض لياقة السعيد.

لكن، إدارة ميدو للمباراة أعطت القمة على طبق من ذهب للأهلي، لأن الزمالك فعليا لم يعرف كيف يدافع، ولم يتدرب من الأساس على الهجوم!

يهاجم الزمالك دون تنظيم، كرات طولية بلا صاحب، وتمريرات خاطئة، وبمجرد فقدان الكرة، ينكشف الفريق ككل أثناء المرتدات.

لذلك كان بإمكان إيفونا إضافة هدف آخر، لأن فريق الزمالك بأكمله في نصف ملعب الأهلي، الغريب أن هذا الكم من اللاعبين في الهجوم، دون هجمة واحدة منظمة!

# وسط الأهلي

لا يتحمل وسط الأهلي في بعض المباريات الثنائي عبد الله السعيد وحسام غالي، صحيح هم عنصر الخبرة في التشكيل.

بالإضافة إلى ظهور السعيد بمستوى مميز في المباريات الأخيرة، لكن أمام الزمالك، افتقد الثنائي لخاصية الاحتفاظ بالكرة، وفقدا كرات عديدة في منطقة المنتصف.

يهاجم الأهلي بقوة من العمق، المنطقة التي تمثل الثقل الحقيقي للفريق، لكن بالنظر إلى الجدول السابق، "الكرات المفقودة"، سنلاحظ أن أكبر عدد كرات مفقودة في منطقة المنتصف، وبالأخص الثنائي السعيد وغالي!

ورغم أن عبد الله السعيد لم يكن في حالته، كذلك مستوى حسام غالي أقل من قمم سابقة، إلا أن وسط الأهلي ككل أفضل بكثير من وسط الزمالك، حسام عاشور بكل تأكيد فارق رئيسي، لأن اللاعب الهادئ يجيد مهام الارتكاز باقتدار.

استخلص حسام عاشور 6 كرات من لاعبي الزمالك، كرة ذهبت إلى إيفونا في لقطة الهدف الأول، بالإضافة إلى تحسنه على مستوى التمريرات.

لم يعد عاشور هو لاعب الارتكاز الذي يكتفي بلعب الكرات فقط إلى الخلف، بل يمرر إلى الأمام وإلى الأطراف، وفي الجدول، سنلاحظ 55 تمريرة صحيحة، في كل أركان الملعب.

لذلك وحتى وإذا لم يظهر نجوم الأهلي بمستواهم، ومع عدم البدأ بصالح جمعة، تفوق المارد الأحمر على منافسه بكل سهولة، لأنه يملك ما لا يملكه الغريم، لأن الفرق بين الفريقين في هذا المركز، كالفرق بين المهندس والعامل، مع كامل الاحترام والتقدير لعمالنا العظام، لكن لمحة المبتكر تفرق في النهاية!

التعليقات