كتب : نادر عيد | الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015 - 13:08

الدوري المصري.. أُم الأجنبي

لعلك في كل مباراة من الدوري المصري الممتاز (فائق القوة والندية) تلاحظ اعتراضا هائلا على التحكيم وكأن الحكم أصدر قرارا بإعدام أحد الفريقين.

يؤدي الفريقان مباراة ولا أسوأ ثم يخرج علينا المدربان القديران ليتهما الحكم بأنه المتسبب في النتيجة السلبية وأن اللاعبين قاموا بما عليهم في أرضية الملعب.

التحكيم المصري ضعيف. لا يوجد شك في هذا. كيف لا وجهاد جريشة (أفضلهم) جاءته كوابيس بعد احتساب ركلة جزاء غير صحيحة للرجاء ضد الأهلي وقام بالاعتذار.

لكن ما أريد التحدث عنه هو السليبة والاتكالية والاستهزاء بالمشاهدين الذي أصبح موجودا في كل أعضاء المنظومة تقريبا. بدء بالمدرب ثم مدير الكرة وباقي أعضاء الجهاز مرورا باللاعبين ومجالس الإدارات.

ولا يقتصر الأمر على الفرق المتوسطة والصغيرة وإنما الكبار أيضا.

فلا يمكنني نسيان تصريحات وائل جمعة "المتحفة" يوما بعد يوم الموسم الماضي ولا أغفل تهديدات سيادة المستشار للحكام وكأنهم يتربصون بفريقه.

هناك نوع من السلبية في معظم أفراد المنظومة. لا يعترف أحد بالخطأ. الكل يعلق فشله على الآخرين. وأكثر من يظلم في هذا هو التحكيم المصري.

فالكل يلقي باللوم عليه دائما بعد الفشل. سبحان الله زي ما يكون الفريق تقمص دور برشلونة في الملعب!

أضف إلى هذا عدم احترام عقلية المتابعين والمشاهدين وكأننا نتابع المباريات ونحن لا نفقه شيئا في كرة القدم. فيظنون أن بإمكانهم خداعنا بتصريحات متخلفة عقليا لنرد الفعل قائلين "الراجل ده بيقول كلام زي الفل".

مدرب مصر

موقف رأيته بأم عيني عكس لي حال كرة القدم المصرية والمدربين الوطنيين ومستوى الدوري المحلي كان قبل مباراة الإنتاج الحربي وطلائع الجيش الأحد الماضي في بتروسبورت.

الإعلاميون ينتظرون الحصول على تشكيل المباراة الذي من المفترض أن يعلن قبل صافرة البداية بـ60 دقيقة على أقصى تقدير (كما هو الحال في أوروبا والدول المتقدمة).

ولاحظ أن أحد المدربين هو قائد الفراعنة السابق والآخر له تاريخ كبير مع نادي الزمالك ومنتخب مصر.

تخيل أن كلاهما لا يريد الإفصاح عن التشكيل منتظرا أن يقوم الأخر بذلك قبله!

شعرت أننا في الستينيات من القرن الماضي منتظرين انطلاق المباراة بالأبيض والأسود على شاشة التلفاز وتترقب آذاننا صوت الكابتن لطيف رحمه الله.

هذا هو الحال يا سادة لمن يطلقون على أنفسهم مدربين كبار!

هذا هو الدوري المصري.. أم الأجنبي.. مش كدة؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات