كتب : محمد البنا | الأحد، 04 أكتوبر 2015 - 03:34

فيريرا.. أنت معلم

هل تتذكر عندما كانت الفرق والمنتخبات المصرية تلعب بطريقة 3-5-2؟ ونستمع إلى استوديوهات التحليل تتمنى أن تلعب الأندية مثل كل العالم بخطة 4-4-2؟ كل هذا بدأ بقرار.. وتلك الأونة تشهد شخصية جديدة. بطلها البرتغالي جوزفالدو فيريرا.

في البداية دعونا نتفق على أنه لا توجد طريقة تسمى بالمثالية.. أو 4-3-3 أفضل من 4-4-2 أو 3-5-2 هجومية أكثر من 4-3-3 لوجود رأسي حربة. المقياس فقط هو التطبيق في الملعب واستيعاب اللاعبين لكل واحدة منفصلة عن الأخرى.

ومنذ قدوم المدير الفني للزمالك المُلقب بـ"البروفسور" أو المُعلم.. وهو يعتمد على طريقة جديدة في الملاعب المصرية 4-3-3.

النتيجة هي: ثنائية عادت بعد غياب 27 عاما. الوصول لنصف النهائي والاقتراب من سيناريو مجنون للوصول للنهائي.

فهل يكون سببا في انتشارها بعد ذلك؟

يقول طارق العشري المدير الفني الأسبق لحرس الحدود: "أنا أول مدرب مصري لعبت بطريقة 4-4-2 لكن بشرط أن يتوفر العناصر الجيدة في الدفاع. وقد نجحت في حصد بطولتي كأس مصر بها".

إذن عندما قرر طارق العشري اللعب بهذه الطريقة ثم تبعه الأهلي والزمالك بالاعتماد على ظهيرين وقلبي دفاع كان مجرد قرار اتخذه.

فيريرا بالنظر لمسيرته مع الأندية التي تولى تدريبها في البرتغال كانت طريقته المعتادة هي 4-3-3 والتي طبقها مع الزمالك.

واتضح أن الفارق في قرار فيريرا والعشري أن البرتغالي يؤمن أن أي لاعب يمكنه أن يتعلم الطريقة الجديدة. لكن المصري اشترط وجود عناصر معينة تجيد اللعب والتغطية العكسية للظهيرين.

بمعنى أن "مفيش حد يقول معرفش.. كله هيتعلم".

مرت الكرة المصرية بالعديد من التجارب والتنوع في الكرة المصرية.. الخمسينات كانت الطريقة المثالية هي 4-2-4 ثم تطورت في بعض الأوقات إلى 4-4-2 وعادت في الثمانينات والتسعينات إلى 3-5-2 و5-3-2.

الآن في 2015 ظهرت 4-3-3.. وكعادة أي شيء جديد يلاقي موجة من السخط والهجوم. لكن كما ذكرنا سلفا العبرة بالتطبيق.

هذه الطريقة خسر بها الزمالك من الأهلي 2-0 في الدوري. ونجح بها أيضا في الفوز بنهائي الكأس 2-0.. إذن لا مشكلة في الخطة هو فقط التطبيق في الملعب.

فلسفة فيريرا

ما يعجبني شخصيا في فيريرا ليس فقط أسلوبه الجديد في الملعب. لكنه أستاذ في مدرسة الدفاع عن اللاعبين من موجة الإعلام الغاضبة عقب الخسارة.. يتحملها وفي الغرف المغلقة كل شخص يعلم خطأه.

يحب لاعبيه ويحبونه.. لم أتحدث مع لاعب من الزمالك أو أستمع إليهم في تصريحاتهم إلا ووجدت إشادة غير محدودة بقدراته الفنية والجانب النفسي.

محمد سالم لا يشارك مع الزمالك وانضم منذ أشهر قليلة قال: "يعلمنا كرة القدم من جديد"، الجملة التي خرجت من طارق حامد أيضا.. حازم إمام قائد الفريق الذي شهدت بداياته مشاكل كثيرة يقول "لا توجد لدي مشكلة أخرج من القائمة ألم كور أو أجلس بديلا.. كما يقرر فيريرا أنا تحت أمره".

"فيريرا قال لي احذر يا باسم أنت معك إنذار لا تتهور حتى لا تغيب عن النهائي" باسم مرسي يصرح عما قاله له مدربه قبل مواجهة النجم في إياب نصف النهائي.

ويضيف باسم "الرجل لم يكن عنده شك 1% أننا لن نصعد. وهذا انعكس على اللاعبين جميعا. ورغم أننا لم نوفق لكن قاتلنا حتى فزنا 3-0 والله لم يكتب لنا التأهل".

أعتقد أن هذه التصريحات كفيلة بإيضاح كيف يتعامل البروفيسور مع لاعبيه.

في المؤتمر الصحفي قبل مباراة النجم سئل فيريرا حول ما إذا كان "هل سيلعب بمعروف يوسف في مركز الظهير الأيسر أمام النجم؟" سبقت الإجابة ضحكة طويلة من المدرب البرتغالي وكأنه يرسم علامة تعجب بوجهه.

ثم قال: "كرة القدم لا تتحمل هذه التغييرات المفاجئة والواسعة".

الزمالك حقق مكسبه من فيريرا بالتتويج بالثنائية ووضع استراتيجية ناجحة على من يخلفه أن يحافظ عليها. ستكون مهمته أسهل إن ابتعد عن العبث فيها.

والآن جاء دور مصر لتستفد من وجود صاحب الـ69 عاما.. أستاذ جوزيه مورينيو (أو بلاش دلوقتي، تشيلسي بيصارع ع الهبوط) منذ فبراير حتى أكتوبر. ثمانية أشهر تركوا بصمة لا ينكرها إلا جاحد في الكرة المصرية.

وكان واحدا من أفضل ما حققه الزمالك هو ربط فيريرا موسما جديدا. ولا أنسى دور حسني خطاب المترجم المصاحب للمخضرم.. الذي لو نقل إليه تصريحات رئيس النادي لربما نجده في الشباب السعودي.

وبما أن المدربين الكبار في مصر مثل جمال عبد الحميد يرون أن فيريرا "معندوش فكرة، ولابد من تدخل مرتضى منصور فنيا".

وبما أن فيريرا واحدا من أفضل المدربين أصحاب السير الذاتية الثقيلة التي دخلت مصر.

فلا مانع من المدربين المصريين -الشباب منهم- أن يتعلموا من البروفيسور.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات