كتب : محمد المحمودي | الإثنين، 10 أغسطس 2015 - 19:54

فانتازيا - هذا ما دار بيني وبين محمد صلاح في روما

يسير بجانبي الآن متوجهاً إلى روما بتفاؤل يشوبه قلق وخوف من المستقبل.. أستمع إلى ما حدثه به قلبه ولم ينطق به لسانه، لطالما كان حديث القلب شاقاً.

--

بداية كل ما يرد لم يحدث وهو من نسج عقل الكاتب..

"ربما حان الوقت الآن لتهدأ روعي ولو لسنتين فقط، لا أريد أن أرحل مجدداً، هنا روما. هذا ما أردته في يناير الماضي ولم أصل إليه بفعل فاعل. حان الوقت للرد على الجميع تباعاً، حان وقت موسيقى دوري الأبطال من جديد".

"الطائرة، المطار، القشعريرة، ما كل هذا الحشد! الجمهور، ساباتيني، توتي .. هل حقاً هو فرانشيسكو؟ بطل العالم 2006 الذي شاهدته وأنا أخوض دوري بيبسي للمدارس، سأمشي واثقاً فقد جعلوني ملكاً لدقائق، حلم جميل يشوبه أضغاث أحلام".

"مازلت أشعر بالخوف ففي روما هناك جمهور عاشق وهناك يهود، ربما يبدو توتي سعيداً بوجودي وربما لا .. ربما هناك من يتمنى فشلي ورحيلي .. لماذا كل هذه الأفكار السوداء ومازلت فقط في البدايات؟!".

"مستحيل !! .. الكرة ضربت القائم مرتين من أجل أن أسجلها في مرمى فالنسيا، لطالما كانت مخلصة لي عند الشدائد. جيرفينيو يبدو سعيداً، توتي كذلك ولكن ماذا عن الباقين؟ لماذا كل هذا القلق فقد سجلت هدفاً وساهمت في صناعة هدف آخر، اقترب الكالتشيو ودوري الأبطال.. سأبتسم من جديد".

"شكراً صلاح .. بالتوفيق لك .. فورزا روما"، كلمات أفاقت صلاح من شروده عقب الانتهاء من حديثه مع قناة روما معه اليوم ليجدني واقفاً أمامه مبتسماً. وقبل أن ينطق قاطعته قائلاً:"مش محتاجة كل ده يا صلاح".

صلاح:"هو إيه ده؟".

أنا: "كل اللي أنت بتشوفه وهتشوفه. الموضوع بسيط ومش مستاهل كل الهواجس دي.. اطمن".

صلاح:"أنا مش فا.."، قاطعته من جديد :"خليني أحيلك حكاية الأول".

"بص يا سيدي، أنا بقالي 14 سنة بتفرج على روما، شفت فيها كتير، الجمهور اللي استقبلك ده بيصقف لفريقه حتى وهو مغلوب 7 فمتستغربش. هو جيناته كده مبيعرفش يبقى غير وفي لكن في نفس الوقت الجمهور ده لو حس إنك مستهتر ممكن يكسرلك عربيتك اللي أنت فرحان بيها بره دي".

"بمناسبة العربية، هحكيلك حكاية، مرة كانوا بيلاعبوا سامبدوريا، كانوا مغلوبين 1-0، وبعدين الحكم حسب ضربة جزاء، المفروض مين اللي يشوط؟؟".

صلاح:"أكيد توتي".

أنا: "عليك نور، فجأه توتي لقى أوزفالدو ماسك الكورة وعايز يشوط لأنه كان واعد صاحبته إنه يحتفل معاها لو جاب جول، وحياة أمي الكلام ده اللي حصل.

"البيه أوزفالدو بقى حب يعمل فيها توتي فعلاً وشاط الكورة على طريقة "الملعقة"، مدخلتش .. وروما اتغلب يومها 3-1، عارف توتي عمل إيه".

صلاح:"ده أكيد طلع ...".

أنا: "هو كل اللي في روما عمل اللي أنت بتقوله ده ما عدا توتي، هو الوحيد اللي دافع عنه وقال إن ده بيحصل عادي أما الجمهور فعمل واجب مع عربية أوزفالدو اللي كان راكنها بره زي عربيتك كده".

"بمناسبة الجمهور، هحكيلك حكاية تانية، مرة كانوا بيلاعبوا لاتسيو في الدربي وطلعت إشاعة إن حد من الجمهور فيه حد من الشرطة قتله بره الملعب، رئيس الأولتراس نزل الملعب عارف عملوا فيه إيه".

صلاح:"ده أكيد طلعوا ...".

أنا:"أنت علقت ولا إيه، لا يا عم ، توتي راحله واتكلم معاه وبعدين توتي راح اتكلم مع الحكم وبعدين لغوا الماتش".

صلاح:"أنت عايز توصل لإيه"؟

أنا:"للي أنت وصلتله دلوقتي، في روما لا توتي هو الأهم ولا زمايلك هم الأهم، الجمهور هو كل حاجة، مع الكورفا سود هتعيش يا إمة جنة يا إما جحيم، هما الأقوى هناك، طالما أخلصت للنادي في الملعب متخفش من حاجة، إطمن، أنت مش مضطر تحبهم بمبدأ "جواز الصالونات" ، خد وقتك ، هتحبهم لوحدك، هم بيحبوا أي حد".

أنا "وأه. فيه حكاية انتقادات ورفض يهود في عاصمة إيطاليا ليك. دي تقارير ليها ردها برضه".

أنا:"دوول بقى أكيد هيطلعوا ....".

أنا "لا بجد. حتى لو قلنا اليهود مكانوش عايزينك في يناير لأنك كنت مجرد فكرة، دلوقتي أنت واقع، أنت كل إيطاليا عارفاك، دلوقتي أنت رومانيستا، الكورفا أصلاً انتماءها يساري فمتخفش، اليهود لو فكروا يجوا نحيتك جمهور روما ينهشوهم .. بس أنت تسجل وهم معاك".

صلاح:"طب تفتكر لو .."

--

"يا أبني حرام عليك بقالي ساعة بصحي فيك".

كلمات صادمة كانت قسوتها من والدتي كقسوة سماع ديلا فالي رئيس فيورنتينا لخبر توقيع صلاح لروما.

الحلم كان جميلاً ، الآن كل شيء صار قبيحاً، صرت متأخراً عن ميعاد عملي بساعتين ومن المؤكد أن المدير هيطلع ....

للتواصل مع الكتاب عبر فيس بوك.. اضغط هنا

التعليقات