كتب : نادر عيد | الخميس، 23 يوليه 2015 - 14:04

شابوه مبروك ولا تحزنوا يا زملكاوية

فتحي مبروك، من فضلك لا تتوقف عند هذا الحد، كفى ما مر من عمرك في الظل.

أحييك وأهنئك على هذه المباراة الرائعة التي جاءت في توقيت صعب بالنسبة لك لتثبت كفاءتك مرة أخرى كقائد فنيا ومدرب على أعلى مستوى.

لست وحدك من يستحق الشكر على هذه المباراة، وإنما لاعبو الأهلي أيضا على مستواهم الرائع وإصرارهم المذهل على الفوز وثقتهم العالية بأنفسهم في قمة تأتي وهم فاقدين للقب تقريبا.

أما الزمالك، فأقول لجمهوره، لا تحزن، فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

مبدئيا، لم يتوقع أحد ما حدث. لا أتحدث عن النتيجة وإنما الأداء الهزيل لبطل الدوري.

لكن يجب النظر إلى الدروس المستفادة من تلك الهزيمة التي تسببت فيها عدة نقاط منها ما هو خارج الملعب ومنها ما هو بين الجهاز الفني واللاعبين.

وأنا جالس أمام التلفاز أتابع المعلق الوحيد الذي يستحق المشاهدة "محمد السباعي"، وفي الربع الساعة الأولى من المباراة، كنت أتسائل، ماذا يريد الزمالك من المباراة؟

هل يلعب على التعادل فيعود ليدافع ويضيق المساحات، أما التوازن هو سلاحه بحثا عن الفوز.

رأيت أمامي فريقا مشتتا تائها، لا يعلم ماذا يفعل؟ ولا يعلم ما الذي من المفترض أن يفعل؟

رؤية احتفالات لاعبي الزمالك عقب لقاء النصر، المشاكل المتعلقة برئيس النادي، احتياجهم لنقطة من أجل التتويج، وعدم قدرة الجهاز الفني على الاستعداد النفسي والذهني للمباراة، كل تلك الأسباب أراها سببا في ظهور أشباح بيضاء على استاد برج العرب.

إلى جانب إصابة الحاوي أيمن حفني، فتلك كانت الضربة القاصمة.

فمع احترامي وتقديري لموهبة مصطفى فتحي، فهو غير مستعدا بعد لمباراة مثل هذه.

قد يتألق أمام النصر، قد يسجل أمام وادي دجلة، قد يبدع أمام كفر عبده، لكن الأهلي شيء أخر.

ولنا في مبروك العبرة من هذا الأمر، فالرجل اعتمد كليا على أصحاب الخبرة منذ البداية.

فمع انطلاق صافرة الحكم كنت تشعر أنك أمام مناظرة بين رجل متمكن وشاب أهوج.

بينما البروفيسور فيريرا، فلم يكن موفقا في استعداده وإعداده للاعبين قبل المباراة.

فكما صرح أن هناك فارق كبير بين لاعبي الفريقين على صعيد الألقاب والإنجازات، كان لابد من أن يحول هذه النقطة إلى حافز قوي للاعبين للفوز على الأهلي.

لكن على ما يبدو أن الرجل تعامل مع الأمر على أنها مباراة عادية ولم يهييء لاعبيه نفسيا جيدا لها.

وهو ما فعله أيضا "سيادة المستشار" بمطالبته للاعبين بأن يحصلوا على "النقطة". وفي النهاية، جمهور الزمالك هو من حصل عليها.

لكن، هل هذه الخسارة هي نهاية المطاف؟ هل أصبح فوز الزمالك على الأهلي دربا من الخيال؟

بالتأكيد لا. وأقول لجمهور الزمالك لا تقلق ولا تحزن، فالقادم أفضل إذا ما استفاد لاعبو الفريق من الدرس واستمر الاستقرار من أجل ما هو آت.

فأنا أرى أن هذه الهزيمة لها مردود إيجابي على عدة أصعدة فيما يخص لاعبي الزمالك.

أولا، أنتم أبطال المسابقة. فلا تدعوا هذه الهزيمة تنسيكم الموسم الرائع الذي قدمتموه. تذكروا أنكم الأفضل وحافظوا على ثقتكم بأنفسكم.

ثانيا، هذه الهزيمة ستساهم في نضوجكم واكتسابكم المزيد من الخبرة، فيكفي الدرس الذي تلقيتوه بأن المسابقة لم تنته بعد وأن نقطة أمام الأهلي ليست سهلة المنال.

ثالثا، عودوا إلى أرض الواقع وتذكروا أن التتويج بالدوري ليس هو النهاية، وإنما مجرد بداية لمشوار طويل محفوف بالعقبات والمصاعب حتى تكتب أسماؤكم في التاريخ.

رابعا، اللعب على التعادل لا يأتي إلا بالخسارة، فالمنهزم في كرة القدم غالبا هو صاحب رد الفعل وليس المبادر.

عليك أن تفرض أسلوبك على منافسك مهما كانت قيمته، وأن تلعب على الفوز دائما، ولا تضع في حسبانك مسألة التعادل.

فجملة "لو لعبتوا على التعادل هتخسروا" لا أنساها من الكابتن طه بصري رحمة الله عليه بعد لقاء الأهلي وإنبي في ختام الدوري عام 2003 حين أهدى سيد عبد النعيم الدرع للزمالك.

خامسا، لابد من التخلص نهائيا من "الأهليفوبيا"، أو الخوف والرعب من الأهلي.

الأهلي متفوق في آخر 20 مباراة، الزمالك لم يفز من 2007، ده انتوا حبايبانا ودايما بنعلم عليكو. كل هذا لا قيمة له إذا كنت تتمتع بالقوة الذهنية اللازمة للتعامل مع هذه المواقف لكي تكون لاعبا محترفا فائزا منتصرا طوال الوقت.

وعليك أن تدرك جيدا قيمتك وقوتك وتعلم أن خصمك يهابك أيضا وفوزه عليك يعتبره انتصارا تاريخيا.

لاعبو الزمالك، إن كنتم تريدون الظفر بالأميرة الشقراء الفاتنة، فعليكم أن تسحقوا كل من يقف في طريقكم من أجلها.

لا أن ترتعد فرائصكم لمجرد أن خصمكم لم ينهزم ممن سبقكم لسنوات طويلة.

أما لاعبو الأهلي، فماذا أقول لكم؟ الذهب لا يصدأ.

وأخيرا، جمهور الأهلي، أنتم السبب في رؤيتي لناديكم يتخطى حبيبي "AC Milan".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات