هر بيب(9): اعترافات خطيرة.. أنواع لاعبي بايرن والدرس الذي تعلمته من إبراهيموفيتش

الخميس، 21 مايو 2015 - 21:58

كتب : أحمد مصطفى

الحلقة التاسعة - عنوان الكتاب يعني بالألمانية "السيد بيب". ويتضمن مذكرات ينشرها الكاتب الكتالوني مارتي بيراناو المقرب من جوارديولا.

ويقدم FilGoal.com كتاب "هر بيب" ضمن تغطيته لـ #ليلة_جوارديولا التي انتظرته في مواجهة فريقه السابق برشلونة ضمن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وانتهت بتوديعه المسابقة على يد ناديه المحبب.

تدور المذكرات حول كواليس وأسرار الموسم الأول لجوارديولا في بايرن ميونيخ. عن نجاحاته وإخفاقاته ومشاكل عانى منها بعد الرحيل عن برشلونة، وذلك بالاستعانة بشهادات جوارديولا نفسه بجانب لاعبي ومسؤولي بايرن.

والكاتب مارتي بيراناو هو بطل أوليمبي سابق في القفز بالزانة، من أبناء مدينة برشلونة، تخصص في الاعلام الرياضي بعد اعتزال ألعاب القوى.

جوارديولا منح بيراناو فرصة دخول كل الأماكن وتسجيل المحاضرات لـ200 يوم شرط ألا يكتب أي شيء في الكتاب الا بعد انتهاء الموسم. وهو ما حدث فعلا.

- المستقبل في إنجلترا:

خرجنا لتناول العشاء مع جوارديولا برفقة أصدقاء من نيويورك ومن برشلونة بعد الفوز في مباراة بالدوري امام نورمبرج.

يقول بيب بفخر: "أنا البرسا، وسأظل دوما البرسا"، هذا لا يعني أنه سيعود للتدريب في برشلونة.

يمكنني أن أراهن أنه سينتقل للعمل في إنجلترا، حتى لو بعد 8 أو 10 أعوام، بعدها ربما سيقوم بتدريب أحد المنتخبات.

لا يمكن تأكيد أن مسيرة جوارديولا التدريبية ستكون طويلة، إنه مرتبط بعائلته وسيفكر في قضاء المزيد من الوقت معها.

العودة لبرشلونة تبدو مستحيلة، لأنه لا يحبذ وظيفة أخرى غير التدريب، التدريب عشقه، ليس مهتما على الإطلاق بشغل منصب مدير رياضي أو رئيس للنادي في المستقبل.

- اعتراف بالذنب امام تشيلسي:

في العشاء تذكر أيضا نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2012 والخروج امام تشيلسي الإنجليزي.

حينها أضاع برشلونة 46 فرصة على مرمى بيتر تشيك، 23 في الذهاب و23 في الإياب.

يعترف بيب بذنبه "أخطأت في هذا اليوم، فكرت بعد الخسارة 1000 مرة، أردت أن يرتكز اللاعبون امام المرمى، لكن لم أتمكن من وضعهم في أماكن صحيحة، كنت أود لو أننا أنهينا الهجمة من لمستين، تمريرة وتسديدة في المرمى، لو قمنا بذلك لتأهلنا للنهائي".

تشيلسي تأهل لنهائي أليانز أرينا وهزم بايرن ميونيخ على ملعبه بركلات الترجيح وحصد لقبه الأول في دوري الأبطال.

ويؤكد بيب على أنه لا يريد تحويل بايرن الى نسخة مقلدة من برشلونة، المدرب هو الذي يجب أن يأقلم نفسه مع إمكانات وثقافة لاعبيه، وليس العكس، في برشلونة الجميع يعيش تحت مظلة كرويف منذ ربع قرن.

شرح بيب ايضا في العشاء تفسير الحركات والإشارات التي يقوم بها من خارج خطوط الملعب لتوجيه اللاعبين، وسط حضور الآلاف من المشجعين لا يمكن للاعبين أن يستمعوا لأصوات المدربين، لا بد من الاتفاق على إشارات معينة.

ترك جوارديولا مقعده ووقف في المطعم ليشرح تفسير الإشارات، كان موقفا طريفا.

بيب سعيد أيضا بأن مولر وريبيري ظهرا مرتاحين في مهامهما الجديدة، في البداية شعرا بالانزعاج بسبب تغيير المراكز والوظائف، لكنهما لعبا بشكل رائع امام نورمبيرج، قبل العشاء.

- أول ثورة غضب في بايرن:

بعد العودة للمنزل والنوم، استيقظ بيب غاضبا بعدما قرأ تقريرا تركته له خبيرة التغذية بالفريق "منى نمر"، اشتكت خلاله من قيام 4 لاعبين فقط من أصل 14 بتناول العشاء في مطعم النادي في أليانز أرينا بعد المباراة.

مسألة التغذية لا تهاون فيها بالنسبة لجوارديولا، يدرك جيدا أن الوصول للقمة والاحتفاظ بها يتطلب التدقيق في أصغر التفاصيل. التغذية مهمة بعد المباريات، بدون غذاء سليم تزداد فرص التعرض للإصابة بنسبة 60%.

يفضل لاعبو بايرن العشاء في مطعم خاص في الطابق الثاني من أليانز أرينا، لا يمكن دخوله الا بدعوات، لكي يتجنبوا المعجبين والإعلام، وينظموا بداخله احتفالاتهم بعد المباريات، ولكن لا يتوفر بداخله الطعام الصحي المناسب.

جمع بيب اللاعبين في جلسة، ووجه تحذيرا شديد اللهجة "أتفهم رغبتكم في اصطحاب صديقاتكم والتنزه بعيدا عن الملعب بعد المباراة، شرحت هذا كثيرا من قبل، لا بد من تناول العشاء بحد أقصى بعد ساعة واحدة من المباراة، هذه هي وسيلة التعافي لأننا نلعب مباراة كل ثلاثة ايام، هذا إجباري، لن أتحدث في هذا مجددا".

لا يفهم بيب كيف للاعب محترف أن يهمل أمر كهذا قد يصنع الفارق خلال موسم طويل.

- بيب المرح:

لكن بيب ليس غاضبا أو جادا هكذا طوال الوقت، لديه فترات يظهر فيها جانبه المرح ويتصرف بعفوية، حتى داخل مطعم اللاعبين، يقوم بالمرور امام موائد اللاعبين والتقاط الطعام من أطباقهم، والمزاح معهم.

في أعياد بافاريا ارتدى جوارديولا الزي التقليدي (بنطال قصير وحمالات) وارتدت زوجته كريستينا رداء تقليديا ايضا، احتفلا مع اللاعبين وزوجاتهن وصديقاتهن، احتسوا الجعة في أقداح كبيرة.

شعر بيب بالاندهاش لأنه يمكنه السير بهذا الزي الغريب في شوارع ميونيخ دون أن يتعرض للمضايقة أو السخرية، الناس يتركونك في سلام.

لم تكن هناك احتفالات تقليدية كثيرة كهذه في برشلونة، لكنه سعيد بالتعرف على ثقافة بايرن والاندماج معها.

ما تعين على جوارديولا التأقلم معه ايضا هو الانتقاد الذاتي داخل بايرن، المجلة الرسمية للنادي تنتقد الفريق بشكل معتاد، قال عنوانها الرئيسي بعد مباراة نورمبرج "فوز جيد، ولكن ..".

لذا تحسنت الأمور في المباراة التالية امام آينتراخت فرانكفورت، حقق الفريق رقما قياسيا في نسبة الاستحواذ (81%) وفاز بهدفي روبن وريبيري.

- أكره التيكي تاكا!!

استغرق بيب في الحديث عن أهمية التغذية ربع ساعة فقط في المحاضرة، لكنه احتاج الى 5 ساعات لمطالبة اللاعبين بالتحرر وعدم الشعور بالضغط.

"تحرروا، كونوا أنتم، ولكن بعد منتصف الملعب، أرسلوا الكرات الطولية على الجانبين، لكن المهم أن تكون من بعد نصف الملعب، دانتي.. مرر لروبن كرات طولية دون خوف، لو قطعت الكرة سيكون من السهل استرجاعها، لكن لا تلعب ابدا طولية من امام المرمى، ليس من نصف ملعبنا".

وأفشي بيب للاعبيه سرا خطيرا لم يكن على الحسبان "أنا أكره التيكي تاكا".

"نعم أكره التيكي تاكا، إنها تمريرات بهدف التمرير فقط، دون نية واضحة، وهذا لا يفيد، لا تصدقوا ما يقوله الجميع، برشلونة لم يكن يلعب تيكي تاكا، هذا وهم اخترعوه".

"استراتيجيتنا كانت جذب الخصم إلينا، وأن نجبره على فتح ثغرات ومن ثم نستغل نقاط ضعفه، تمرير الكرة مهم، لكن له هدف واضح، تفكيك دفاع الخصم، ما نلعبه ليس تيكي تاكا، سنلعب (باتا..بام) وتعني تمريرة وتسديدة".

- درس إبراهيموفيتش وإيتو:

تعلم جوارديولا الدرس من تجربتيه السابقتين مع إبراهيموفيتش وإيتو، كل منهما كان صاحب شخصية معقدة ولم يكن يتحاور معهما بشكل كاف، عرف بعد ذلك أنه ينبغي أن يشكل علاقة خاصة ومباشرة مع كل لاعب.

- أنواع لاعبي بايرن

تحدث بيب شخصيا مع توماس مولر، وسأله: لماذا لا تلعب على نفس الوتيرة، كنت رائعا أمس، لماذا لا تستمر هكذا دوما؟.

مولر: أريد حرية في التحركات، ألعب أفضل حين أكون بلا مسؤوليات.

بيب: لو كل لاعب أراد أن يلعب بحرية دون التزامات ستكون كارثة، سنصل الى اتفاق خلال وقت قريب.

شفاينشتايجر كان مريضا بكرة القدم، جوارديولا كان يتناقش معه لساعات في تفصيلة فنية واحدة.

فيليب لام يتلقى التعليمات وينفذها دون جدل.

على العكس تماما ريبيري، إنه "لاعب شارع"، الشرح يجب أن يكون له تدريجيا، خطوة بخطوة.

إنه يفضل الارتجال في الملعب، إعطاءه كم كبير من الالتزامات الفنية سيشل تفكيره داخل الملعب.

التعليقات