كتب : هشام إسماعيل | الإثنين، 09 فبراير 2015 - 23:15

جريمة لاعبي الزمالك

في البداية لا يمكنني أن أتخيل أننا مازلنا نقنع بعض الناس بأن القتل لا يصلح أن يكون الحل والخطة أ أو حتى ب عند قوات الأمن ضد المواطنين.

لا أستطيع تخيل أن هذا الأمر ليس من الثوابت عند مخلوقات مثلنا، والأدهى كان تبرير القتل بحجة أنهم لم يمتلكوا تذاكرا وذهبوا للمباراة.. هذا شيء أقل من أن يتم الرد عليه.

فليرحمنا الله كما رحم شهدائنا الذين سقطوا في مجزرة الدفاع الجوي.

..

ليس من المعقول أو المنطقي أن يعيش شباب مثلنا كارثة كالتي حدثت في بورسعيد منذ 3 سنوات على يد جمهور بالاشتراك مع قوات الأمن تقاعست عن أداء عملها.

ليس منطقيا مرة أخرى أن نراها تتكرر بعد 3 سنوات سوى هنا في مصر حيث قام الأمن بلعب دور البطولة المطلقة هذه المرة، لا يمكن أن يحدث سوى في مصر بلد الفشل.

ليس منطقيا أن يعيش شباب لم يبلغ العشرينات من عمره تلك الكارثة الاستثنائية في ملاعب الكرة مرتين.. ليس منطقيا كل ما حدث.

قتلوا من مات وقتلوا روح من نجا بحياته وقهروا الأم والأب والأخ والأصدقاء.

..

رئيس نادي بكل بلطجة يعترف على الهواء شخصيا بأنه لو كان سائق حافلة الزمالك لدهس المشجعين الذين عطلوه.

قبل مباراة القمة هذا الرجل في اجتماعه مع لاعبي الزمالك قال إن عليهم إخراج الكرة لو سقط أحد لاعبي الأهلي مصابا كنوع من الأخلاق الرياضية الحميدة.. فأين ذهبت!

ثم الجريمة الكاملة التي ارتكبها الأمن بداية من الضابط شارلوك هولمز صاحب فكرة القفص الحديدي ثم القاتل "الغلبان" الذي بدأ في إطلاق الغاز المسيل على الشباب وهم في ممر ضيق.

..

لاعبو الزمالك من ناحية أخرى ارتبكوا جريمة أخلاقية لن تمحى من الأذهان.. جميع من شارك بالمباراة والجهاز الفني أصبحوا عارا على الفريق.

لطالما كنت أستغرب موقف لاعبي يوفنتوس الذين لعبوا على جثث ضحاياهم في هايسيل بنهائي أوروبا 1985 وذلك على الرغم من إصرار رئيس وزراء بلجيكا محتضنة النهائي على إقامتها بعد أن أقنع لاعبي الفريقين أن إلغاء المباراة سيفتح المجال لاندلاع أعمال عنف لن يتمكنوا من السيطرة عليها خارج الملعب.

كنت أراه تصرفا غير أخلاقي على الرغم من أنهم أجبروا على خوض المباراة بشكل ما.

لكن في مباراة الزمالك وإنبي الأمر كان سهلا جدا جدا.. ببساطة من الممكن أن يتفق الجهازان من هنا وهناك على عدم خوضها، كان من الممكن لأي لاعب بسهولة أن يسلك طريق عمر جابر.

الأمر بسيط ولا يحتاج لأي حسبة من أي نوع فالصواب واضح والخطأ واضح.. إنسانيتك ضد إدارتك المختلة.

حتى لو لم تكن واثقا من أن هناك حالات وفاة.. ألم يستدع الأمر منك كلاعب أن تفكر في احتمالية أن تٌسفر الاشتباكات عن ضحايا.

ألم تفكر أنت أو الأمن أو إدارة النادي أو اتحاد الكرة أو أي انسان لو كان هناك شيء كهذا في مسؤولي الدولي أن تأجيل مباراة لن يٌسفر عن عواقب تذكر، ناهيك عن رد كارثة كالتي عشناها.

أذكر حادثة مباراة إنتر ولاتسيو عام 2007 بعد أن قُتل جابريلي ساندري مشجع لاتسيو على يد الشرطة قبل المباراة واتفق الفريقان على إلغائها.. مشجع واحد وليس عددا لا حصر له حتى كتابة هذه الكلمات!

لاعبو الزمالك في أخر 10 سنوات لم يحققوا شيئا يذكر لناديهم ومع ذلك الجماهير كانت تتغنى بأسمائهم، ما فعلوه بالأمس أقبح بكثير من الإخفاقات التي مر بها النادي ما فعلوه هو أكثر شيء لا أخلاقي رأيته يوما ما في ملاعب الكرة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات