كتب : هشام إسماعيل | الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014 - 20:56

4 مشاهد سينمائية لتييري هنري

هنري ارسنال

تييري هنري لم يكن مجرد الهداف التاريخي واللاعب الأبرز في جيل أسطوري لأرسنال، بل كان بطل مراهقة وطفولة الكثير من محبي الكرة وأنا شخصيا.

اعتزال بطل الطفولة دائما ما يكون صعبا، الذي وضعت صوره في كل مكان بحجرتك قبل أن تصبح فيما بعد صور كثيرة على هاتفك.. تحاول تقليده وأنت تلعب في الشارع صغيرا ومراهقا حتى في الطريقة التي يرتدي بها جواربه.

4 مشاهد لا يمكن أبدا أن أنساها عشتها مع تييري هنري عبر شاشة التلفزيون، ربما يشاركني الكثير فيها أو بعضها لكنها رسمت ملامح هذا اللاعب الأسطوري داخلنا جميعا.

سبتمبر 2000

النشرة الرياضية في أحداث 24 ساعة الوسيلة الوحيدة آنذاك لمتابعة أخبار وأهداف الكرة الأوروبية تعرض انتصارا لأرسنال على مانشستر يونايتد بهدف تييري هنري، بداية مرحلة الانبهار! تعرفون كيف جاء الهدف بالطبع.. تسلم الكرة على حدود منطقة الجزاء في حراسة سكولز وإيروين قبل أن يلعبها على الطائر "لوب" بعد أن التف مباشرة لتسكن شباك بارتيز.

بالنسبة لي قبل ذلك الهدف، هنري لم يكن سوى هذا اللاعب السريع في منتخب فرنسا الذي سجل هدفا قبل شهرين في شباك شمايكل، لكن بعد هذا الهدف الأمر اختلف كثيرا.

المشهد كان لطفل يخوض تجربة الذهاب لملعب كرة قدم أو سلة أو سينما لينبهر بكل ما بداخلها، يركز في التفاصيل الدقيقة لينبهر بالشخص الذي ارتدى ثياب البطل فيصبح على الفور هدفه المقبل أن يصبح عظيما مثله.

نوفمبر 2005

أجلس في منزل جدتي بالأسكندرية لأتابع مباريات أرسنال هربا من "ذاكر.. مش هيسألوك في الكورة في الامتحانات"، اليوم أرسنال يواجه ويجان والفريق يمر بحالة سيئة.. يطلق هنري رصاصة من ضربة حرة ليسجل هدفا لكن الحكم البغيض جراهام بول يأمره بإعادتها.

هنري من جديد يلعبها ويسجل هدفا لأرسنال.. يقف ولا يحتفل ثم ينظر لحكم المباراة قائلا: "هل يكفي هذا"؟ حقا من المشاهد المفضلة لي في كرة القدم.

هذا المشهد كان لساحر وقف يستعرض ما لديه أمام جمهور لا يؤمن بالسحر ولا يؤمن بقدراته، يحاول التقليل منه لكن الطاولة انقلبت ليخرج هذا المشاهد بمشاعر مختلطة وثوابت تحركت.. هل السحر خديعة؟ وإذا كانت الإجابة لا فماذا فعل هذا الرجل.

فبراير 2006

دوري أبطال أوروبا واليوم سنواجه ريال مدريد في سانتياجو برنابيو، الفريق محليا لا يبشر بأي نتيجة جيدة محتملة.. سيسك يمرر الكرة لتييري هنري الذي كان في منتصف الملعب ثم ينطلق وينطلق حتى وصل لمنطقة الجزاء ويسدد بيسراه لتسكن شباك كاسياس ويفوز المدفعجية.

ليس طبيعيا بالمرة ما فعله هنري، المشهد كان كالجندي الأول الذي ينقض على مجموعة من الخصوم في حروب القرون الوسطى، ركض وحده حاملا سيفه وقفز على أول صف دون أن يُجرح بل وأصابهم.. راموس يقول أنه حاول مع جوتي أن يوقفوه بكل الطرق الشرعية وغيرها لكن محاولاتهم باءت بالفشل.

يناير 2012

اليوم مباراة أرسنال وليدز يونايتد، لا إنه ليس العام 2003.. سوء حظ ليدز أوقعه في طريقنا من جديد أنا أكره هذا الفريق حقا منذ أن تسبب في ضياع الدوري عام 2003.. انتقام هنري بعد عامين ورؤية مشجعي ليدز يبكون في هايبيري بعد هبوطهم لم يكن كافيا حتى.

تييري هنري قد عاد من جديد لأرسنال وقد يشارك على ملعب الإمارات.. إنه يوم عيد حقا! قم بإلغاء كل خططك اليوم أيا كانت.. الغزال الأسمر سيلعب بقميص المدفعجية من جديد، صحيح لن يكون رقم 14 لكنها مجرد أرقام يا عزيزي.

سونج يمرر الكرة، انظر تييري هنري يكسر التسلل وهو في وضع مثالي لتسجيل هدف بطريقته.. تصل الكرة إليه ثم لحظة توقف الزمان وعاد 10 سنوات ليسدد بباطن القدم في الزاوية البعيدة محرزا هدفا بنفس الطريقة وفي الشباك التي تعرفه جيدا, هل تصدق ذلك لقد فعلها من جديد لقد سجل الهدف رقم 227!

تييري هنري من فضلك ابق معنا... لا تذهب إلى نيويورك ولكن انتهى الأمر من جديد بعد شهرين سجل فيهم هدفين.

- هذا المشهد هو عبارة عن بطل رحل عن المكان الذي ينتمي إليه وظل تائها لفترة، وبسبب ذكائه استطاع أن يعيش حياة جيدة هناك ربما أفضل، حتى استطاع أن يعود شيخاً وقرر أن يكرر كل ما كان يفعله وهو صغير.

غياب شمس تييري هنري عن الكرة ليست الحادثة الأولى، كرة القدم فقدت عظماء قبل أن نولد نحن وبعد أن ولدنا وفي كل عام يخلع أحد هؤلاء العظماء حذائيه ويقرر ترك الملاعب.

لن يتبقى لنا سوى ذكريات سنحكيها بفخر بعد سنوات أننا عاصرناها مع هؤلاء.. شكرا تييري هنري.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات