كتب : أحمد عز الدين | الجمعة، 07 فبراير 2014 - 10:43

كيف يستعيد وائل جمعة شبابه.. وتفاصيل أخرى

الأهلي يبحث عن فوز.. يعتمد دفاعا متقدما.. كرة طولية ترتد على الفريق الأحمر.. سباق سرعة بين وائل جمعة ومهاجم المحلة.. ماذا تنتظر من لاعب في الـ38 من عمره يركض خلف شاب في الـ24؟

حين تنسى أن النمر يقف خلفك، فهذا خطؤك أنت.. لا خطأ النمر.

محمد يوسف قرر أن يلعب بدفاع من منتصف الملعب.. ولم ينتبه إلى أن هذا يتطلب من وائل جمعة أن يدخل في سباق سرعة كل مرة يرتد فيها المحلة على الأهلي.

هذه تفصيلة بسيطة.. لكنك لن تربح مباريات كرة قدم إلا بهذه التفاصيل البسيطة.

في بداية الموسم.. خسر ريال مدريد دربي العاصمة الإسبانية بعد واحدة من أسوأ مباريات الفريق الملكي، كان الميرنجي تائها بلا طريقة واضحة..

لكن بعد 4 أشهر.

ريال مدريد يكتسح أتليتكو 3-0 مع عرض رائع، بلا فرص تقريبا لرفاق دييجو كوستا. ما الفارق؟

أشياء كثيرة، أهمها المركز الجديد لأنخل دي ماريا.. بدلا من أن يلعب كجناح أيمن أصبح يتمركز ناحية اليسار.

الهدف من دي ماريا أن ينضم للعمق ليصبح ارتكازا ثالثا مع لوكا مودريتش وشابي ألونسو، والأهم أنه يغلق المسافات الكبيرة بين مارسيللو وكريستيانو رونالدو..

بذلك يمنح دي ماريا، زميله لوكا مودريتش متنفسا للتقدم لأنه يغطيه.. ويهدي أيضا رونالدو حرية هجومية غير عادية ويقلص أخطاء المدافع البرازيلي أو بديله الذي يتحدث اللغة نفسها فابيو كوينتراو.

تفصيلة دقيقة..

لكنها ليست أدق من أن تدفع بمهاجم كديمبا با في الدقيقة الأخيرة لترهب جو هارت حارس سيتي وتمنعه من أن يترك مرماه ويزيد عدد فريقه في أخر ركلة ركنية للفريق قبل إعلان تشيلسي منتصرا.

مورينيو ملك التفاصيل الدقيقة.. قرر الدفاع بثلاثي في وسط الملعب أمام سيتي، ماتيتش وراميرس مع ديفيد لويز.

هذا متوقع؟ صحيح لكن ما كان غير متوقع أن يدافع من خارج منطقة الجزاء أيضا رغم سرعات هجوم سيتي.

جون تيري وجاري كاهيل، سيزار إزبليكويتا ومعهم برانيسلاف إيفانوفيتش تمركزوا خارج منطقة جزاء تشيلسي.

هكذا بات سيتي غير قادر على صنع فرصة يتيمة لأن نجريدو وإدجيكو باتا يلعبان خارج منطقة الجزاء، وهما غير مهيئان لذلك.. ماتيتش وراميرس أغلقا الزوايا على نافاس وسيلفا، وتكفل لويز بيايا.

الحل الوحيد لفك شفرة تلك الطريقة أن تمتلك صانعا للعب، أسطى! يجيد عدم فقدان الكرة والتمرير الذكي مرة تلو أخرى حتى يجبر دفاع تشيلسي على التراجع، فيدخل سيتي منطقة جزاء مورينيو.

ووقتها تبدأ قدرات نجريدو في صنع الفارق. لكن هناك مدربين لا يملكون القدرة على التكهن بمثل تلك التفاصيل الدقيقة.

تماما مثل يوسف في توظيفه لوائل جمعة خلال مباراتي المقاولون ثم عقب عودته من الطرد أمام غزل المحلة ليطرد من جديد. فهل انتهى الصخرة؟

عام 2011 لم يكن أليساندرو نيستا في أفضل أحواله.. وضح أن الإيطالي الأنيق انتهى بدنيا، غير سريع، غير مرن ولا رشيق.. لكنه قدم أمام برشلونة واحدة من أسوأ مباريات ميسي على الإطلاق.

ميلان كان يلعب بدفاع عميق.. يتمركز على بعد خطوتين من حارس المرمى.. والهدف هو الخروج بدون أهداف فقط من ملعب كامب نو.

بالتالي لم يدخل ميسي في سباق سرعة أبدا أمام نيستا، كان أليساندرو دوما أقرب للكرة من الأرجنتيني.. فقط كان السؤال، هل يستطيع وهو قريب من الكرة أن يقطعها قبل أن يقتنصها ميسي؟

طبعا مع خبرات مثل تلك التي يملكها نيستا، كانت الإجابة هي نعم في كل مرة.. يقرأ جيدا الهجمة، ويعرف أين ستنتهي فينتظرها.. ويجن ميسي.

وفي الموسم الماضي ظهر ريو فرديناند في حالة جيدة خلال عدد محدود جدا من المباريات.. أداء سيء من الإنجليزي العجوز أغلب اللقاءات. لكن المثير أن أحد تلك المباريات الجيدة كانت أمام ريال مدريد!

فيرجسون في سانتياجو برنابيو جعل فرديناند يقف على بعد 3 خطوات فقط من حارس المرمى ديفيد دي خيا. لهذا لم يصبح سباق رونالدو وفرديناند في السرعة، بل في القوة.. وهنا لا يعد ريو ضعيفا.

كرة القدم هي خطة كبيرة، مع تفاصيل صغيرة.. وتلك التفاصيل هي التي تحدد الفارق بين المدير الفني العادي والاستثنائي.

مشاركة فتحي في وسط الملعب كانت بسبب تفصيلة لمحها محمد يوسف.. تدريب ميدو في أيام قليلة لاعبيه على إرسال عرضيات للعارضة البعيدة تفصيلة دقيقة..

ويوسف كان أول من أجلس وائل جمعة على مقاعد البدلاء مع منحه مباريات خاصة يلعب فيها الأهلي مدافعا.. لكنه بشكل ما تغير.

منذ لعبة فتحي لم يلمح يوسف شيئا في منافسيه، ولا في فريقه بالنظر إلى تصريحه بأنه لا يجد وقتا لتدريب لاعبيه على جمل خططية..

وأنا أتمنى أن يعود لطريق المدربين الكبار بدلا من دخول زمرة "قالوا هذا الشهر".

للتواصل عبر تويتر، اضغط هنا..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات