كتب : أحمد عز الدين | الأربعاء، 22 يناير 2014 - 23:37

وليه مش ميدو؟

ميدو

يقول أحمد حسام في حلقة من برنامج ميدو ديجيتال "مشكلة مصر هي الفشل في اختيار المدرب.. كيف يختارون المدربين في أوروبا؟ يحددون احتياجاتهم، ثم يضع النادي لائحة من المرشحين المناسبين لهذه الأهداف.. يجتمعون بهم ويسمعون خططهم ليعرفون رجلهم".

وهناك العديد من نوعيات المدربين: من يجيد التعامل مع الشباب، ومن يفشل في ذلك لكنه يتعامل جيدا مع النجوم.. من يجمع نقاط في دوري، أو يفوز ببطولات كؤوس.

هناك مدرب يملك شيئا من كل شيء.. لكن الزمالك لا يملك مالا للتعاقد مع فييرا جديد.. لهذا لجأ لمصري.

لماذا ميدو؟ ولماذا أي شخص أخر غير ميدو؟

يقولون: "هذا عبث.. أن تأتي برجل لم يدرب من قبل وتكلفه مسؤولية نادي بحجم وقيمة الزمالك.. أين أبناء النادي من التعيين بكل خبراتهم".

أبناء نادي الزمالك المخلصين؟ حسن شحاتة لم ينجح في الفريق لأسباب كثيرة.. فاروق جعفر أحد رموز القلعة البيضاء قطعا إن لم يكن من أبرزهم.

يقول فاروق جعفر: "خلونا نتكلم كمحللين مش كلام ناس عادية، منتخب مصر لو لعب ضد الجزائر يتعب.. إنما لو مصر لاعبت غانا ماتتعبش".. تصريحات قبل مباراة مصر وغانا.

في حين يقول ميدو: "منتخب مصر سيتعب كثيرا لو لاعب غانا.. أنت لا تتحدث عن مباراة واحدة ستدافع فيها وتنتهي الأمور، الذهاب والإياب تحتاج فيهما لأن تهاجم وتسجل، ومصر لا تستطيع فتح مساحاتها أمام فريق بسرعة غانا".. تصريحات قبل المباراة نفسها.

هناك مدرب قاد منتخب مصر، نادي الزمالك، نادي الزمالك مرة أخرى، عددا لا حصر له من الأندية، وقع للإسماعيلي ورحل لناد أخر دون أن يلعب حتى مباراة واحدة.. ولم يحقق بطولة.

وهناك مدرب أخر لم يحقق بطولة، لأنه لم يبدأ مسيرته بعد.. فهل هناك فعلا فارق؟ ولصالح من؟

ويضيفون "ما هي إنجازات ميدو؟ هناك أسماء كانت أحق مثل طارق يحيى على سبيل المثال".

أحترم طارق يحيى كثيرا، أعتقد أنه لم يحصل على فرصة حقيقية لإثبات نفسه مع فريق بطولات.

لكن لو كنتم مصرين على اختيار الإنجازات كمعيار.. فمن منهما هبط مع هجر السعودي ولم يفز بلقب من قبل وعمل مدربا عاما في الفريق الأبيض ثم رحل بلا شيء؟

ميدو بلا تجربة

حسنا، جاء أريجو ساكي لميلان وهو لم يفعل أي شيء جاد سوى تدريب بارما لعامين صعد خلالهما من الدرجة الثالثة للثانية. لم يلعب، لم يدرب دوري ممتاز، ولم يمتلك خبرة.

يقول ساكي: "في أول فريق قدته، كنت في الـ26 من عمري والحارس في الـ37.. كان مهاجم الفريق في الـ32.. كان علي أن أفوز بثقتهم، وقد فعلت".

فجأة أصبح ساكي مدربا لجيل مليء بالنجوم في ميلان، والنتيجة؟ الكرة الإيطالية تغيرت للأبد بسبب تطبيقه لأسلوب مختلف تماما في 4-4-2 عما كان معتادا في الكالتشيو وقتها.. رؤية.

هناك نماذج عديدة فشلت أيضا.. لكن ساكي يقول لو سمحت لا تؤكد إن ميدو سيفشل.

ويتابع رئيس تحرير أحد البرامج الرياضية "يقولون إن ميدو سيصبح جوارديولا الجديد.. وأنا أقول، لو جابوا جوارديولا نفسه لن ينجح الزمالك طالما الأهواء الشخصية تتحكم في النادي".

جوارديولا نفسه سيفشل لو قاد الزمالك؟ إذن فليتم غلق النادي منعا لتضييع الوقت طالما الفشل سيكون النتيجة على أي حال.

ربما ينجح أحمد حسام أو يفشل.. لكن لا يجب أن يكون معيار قياس التجربة هو: كيف سينادي اللاعبون الكبار عليه في المران؟ هل سيقولون له يا كابتن أم يا ميدو؟

تخصص ميدو

ويقول حسام عادل مراسل FilGoal.com بناء على متابعته الدائمة لتدريبات الزمالك: "حلمي طولان يهتم جدا بالنواحي البدنية، يعمل 4 ساعات يوميا مع اللاعبين".

ويتابع "طولان لا يقوم بتدريبات فردية أو متخصصة.. هو من المدرسة التي تصلح كل الأخطاء ويعلم اللاعبين عن طريق التقسيمة.. لهذا يلعب مباراة ودية كل يومين".

والتقسيمة هي التدريب الذي يشهد تواجد الفريق كله في ملعب كامل، أما التدريبات المتخصصة فمثلا ما قام به ميدو خلال أول مران له:

ميدو قال للاعبي الزمالك إن أحد أهم عيوب الفريق هو الفشل في فتح مساحات حين يواجه خصما يدافع بكثافة عددية.. حدث ذلك أمام الإسماعيلي وحرس الحدود.

لهذا قام بصنع تدريب على ثلث ملعب، وطلب من اللاعبين التمرير برغم تكدسهم في مساحات ضيقة.

الزمالك يفتقر للتنظيم الخططي داخل الملعب.. وميدو يجيد تنسيق أدوار اللاعبين كما يبدو.

لهذا قد ينجح ميدو.. هو يعرف العيوب، ويثق في امتلاكه العلاج.. وإنجازاته لا تختلف عن طارق يحيى، وخبرة فاروق جعفر لن تصل بالفريق لأبعد مما يمكن لأحمد حسام فعله.

حلمي طولان فاز بالكأس.. لكنه كان أشبه بالمياة، لا لون ولا طعم ولا رائحة.. كم لاعب تطور تحت يديه؟ هل يقدم كرة هجومية أم دفاعية؟ يلعب تمريرات قصيرة أم مباشرة؟

طبعا يظل ميدو مغامرة.. لا نعلم هل يستطيع نقل ما يعلمه للاعبين أم لا؟ هل ستتوقف رعونته في المواقف الصعبة؟

للتواصل عبر تويتر، اضغط هنا..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات