كتب : خالد طلعت | الأحد، 13 مارس 2005 - 17:55

جوزيه وعبد المنصف .. والانهيار الأخلاقي

أن يحصل الأهلي على درع الدوري قبل نهايته بسبعة أسابيع ، وأن تكون المنافسة على المركز الثاني فقط ، وأن يحتل منتخب مصر المركز الرابع في مجموعته في تصفيات كأس العالم ، فهذا كله يعني انهيار للكرة المصرية ، ولكن ما حدث في مباريات الدوري هذا الأسبوع أكد أيضا انهيار "الأخلاق" للكرة المصرية.

وسأسرد على حضراتكم الأحداث اللأخلاقية التي حدثت في مباريات هذا الأسبوع مرتبة حسب الترتيب الزمني ، ولنبدأ بمباراة بلدية المحلة والاتحاد والتي انتهت بفوز البلدية بهدف نظيف ، فقد شهدت في نهايتها أحداثا دامية بين جمهور الفريقين ، وانتهت بتحطيم العديد من منشأت ملعب البلدية من قبل جماهير الاتحاد ، كما تعدى عدد كبير من جماهير البلدية على جماهير الاتحاد وعلى رأسهم عضو مجلس ادارة النادي السيد الثعلبي الذي تعرض لاصابات بالغة وتم نقله للمستشفى!

هذه كانت الحالة الأولى ، واذا كانت مرفوضة تماما من جماهير الفريقين "البلدية والاتحاد" الا اننا قد نلتمس لهم بعض العذر بسبب موقف الفريقين المحرج واقترابهما من الهبوط لدوري الدرجة الأولى ، ولكني لم أجد أي أعذار للمدير الفني البرتغالي للأهلي مانويل جوزيه على اعتراضه بشكل غير لائق على حكم مباراته مع الجيش فهيم عمر والذي احتسب ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة الجيش ، وحتى اذا افترضنا وسلمنا بأن ركلة الجزاء غير صحيحة بالمرة ، فإنه لا داعي مطلقا لمدرب فريق توج بطلا للدوري بالفعل ويلعب مباريات استعراضية "للشهرة فقط" أن يعترض بمثل هذا الأسلوب "الهمجي".

هذا التصرف من جوزيه بدر منه كنتيجة طبيعية لحالة الغرور والعنجهية التي أصابته وزرعته فيه وسائل الإعلام المصرية وأيضا جمهور الأهلي نفسه ، فظن نفسه أفضل مدرب في العالم ، وشاهدنا مدى الغرور الذي وصل اليه هذا الرجل أثناء لقائه مع أحمد شوبير في برنامج "الكرة مع دريم" حيث وضع قدما على الأخرى ووضع حذائه في وجه مقدم البرنامح وفي وجه المشاهدين بطريقة سيئة ، ويبدو أن جمهور الأهلي سيكون السبب في نهاية جوزيه مثلما كتب بيده نهاية خالد بيبو بعدما وصل لحالة من الغرور والتعالي عقب مباراة الستة الشهيرة ، وبالتحديد عقب انتشار مقولة "بيبو وبشير".

الحالة الثالثة كانت من محمد جودة لاعب الاسماعيلي ، والذي لم يترك أي بصمة ايجابية حتى الأن على أداء الاسماعيلي منذ أن انضم اليه ، فقرر أن يترك بصمة غير أخلاقية وقام بالاعتداء بدون كرة على أحمد عيد عبد الملك بطريقة مزرية ، وأشعل جودة بهذه الحركة فتيل معركة بين لاعبي الفريقين ، بل وشاهدنا التركي إرتوجرال يعترض ويتهجم على لاعبي الحدود على طريقة مانويل جوزيه ، وكأنه وجد أن جوزيه مدربا ناجحا والأضواء مسلطة عليه فقرر أن يقلده.

الحالة الرابعة والأخيرة كانت لحارس مرمى الزمالك محمد عبد المنصف ، الذي يبدو أنه قرر ترك حراسة المرمى التي أصبحت غير مجدية له بعد الأهداف الغزيرة التي يتلقاها في كل مباراة وقرر احتراف لعبة الملاكمة ، فقد وجدنا هذا اللاعب يتعدى بالضرب على مهاجم المنصورة في مشهد قلما يتكرر في ملاعبنا المصرية ، وكأن هذا اللاعب الذي لا يملك أي تاريخ مشرف مع فريقه ، وكل ما يملكه هو تاريخ أسود في مباراتين تاريخيتين أمام الأهلي تلقت شباكه فيها عشرة أهداف بالتمام والكمال ، فأراد أن يزيد نقطة سوداء جديدة في تاريخه من الناحية الأخلاقية أيضا.

تصرف عبد المنصف كان غريبا بشدة لأنني لا أدري سر هذه الحماسة التي أصابته فجأة ولماذا رفض الهزيمة من المنصورة ، رغم أن الزمالك أصبح "ملطشة" الدوري وهزم تقريبا من أغلب الفرق ، والتصرف الأغرب كان من حكم المباراة ، الذي لا أعرف اسمه ولا أريد أن اعرفه ، والذي بدلا من أن يقوم بطرد عبد المنصف اللاعب المعتدي قام بطرد مهاجم المنصورة المعتدى عليه!

ولكن تصرف عبد المنصف قد يبدو منطقيا بعض الشىء حيث انه ينتمي لنادي لا يعرف معنى كلمة المباديء والأخلاق ، وإذا كان النادي مليئا بتبادل الشتائم بين الرئيس ونائبه ، فمن الطبيعي أن ينطبق على عبد المنصف المثل القائل : "إذا كان رب البيت بالدف ..." ولا داعي للتكملة!

أخيرا أطالب من اتحاد كرة القدم المصري باصدار قرارا فوريا بايقاف كل من : مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي ، ومحسن إرتوجرال المدير الفني للاسماعيلي ، ومحمد جودة لاعب الاسماعيلي ، ومحمد عبد المنصف حارس مرمى الزمالك ، وحكم مباراة الزمالك مع المنصورة وذلك حتى نهاية الموسم المحلي "دوري وكأس" وتغريم كل منهم مبلغ عشرة آلاف جنيه مصري ، كما أطالب اتحاد الكرة ايضا بنقل جميع مباريات الاتحاد السكندري وبلدية المحلة المتبقية في الدوري والكأس خارج ملاعبهم على أن تقام بدون جمهور أيضا وتغريم الناديين بغرامة مالية عشرة آلاف جنيه مصري لكل منهما.

ولا أملك في الختام إلا أن أقول

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات