كتب : أحمد عز الدين | الخميس، 17 يناير 2013 - 00:27

جوارديولا.. أكبر من مجرد برشلونة؟

نجح جوارديولا لأن معه ميسي، لأن عنده ماسيا، لأن برشلونة يسير على خطة منذ أيام كرويف يقطف هو ثمارها.. أو هكذا سيقولون لو أخفق بيب في أول موسم له خارج مدينة كتالونيا.

لهذا اختار بيب مكانا تزيد فيه فرص النجاح.. كان بإمكانه حصد ضعفي راتب فيرجسون لو ارتضى تدريب تشيلسي بحسب التقارير التي ذكرتها صحيفة جارديان ذات المصداقية الكبيرة.

لكن بيب ضحى بالمال واختار بيئة التنافس فيها أسهل من إنجلترا مع بذخ إنفاق سيتي ويونايتد وتشيلسي وحتى ليفربول وتوتنام، ومسابقات متلاحمة بين كأس وكابيتل ون ودوري وأوروبا.

بايرن يضمن لبيب كذلك المنظومة المتكاملة الناجحة.. البوندزليجا أكثر دوريات العالم انتظاما من حيث إجازات متناسقة طويلة وإدارات أندية لا تتدخل في عمل المدربين خاصة بايرن حاليا.

كذلك يملك بيب في صفه عوامل متشابهة بين بايرن وبرسا إيجابية يمكنكم التعرف عليها من خلال تقرير أخر يمكنكم زيارته بالضغط على هذه الفقرة..

لكن الدنيا ليست وردية بالتأكيد أمام بيب في بايرن، فبخلاف قوة بروسيا دورتموند واستقراره مع يورجن كلوب هناك تحديات ننتظر مشاهدة بيب يعالجها في بايرن:

1) رأس الحربة الصريح

اعتدنا مشاهدة فريق جوارديولا يلعب دون رأس حربة صريح مع ليونيل ميسي، وقد فعل بيب الكثير من أجل ذلك ببيع زلاتان إبراهيموفيتش وتغيير مركز ديفيد بيا إلى جناح أيسر.

وصحيح أن جوارديولا تسلم برشلونة وهو يلعب برأس حربة صريح هو صامويل إيتو وغير ذلك، لكن الوضع مختلف في بايرن.

ففي برشلونة كانت ماسيا وكل فرق ناشئي برشلونة تعمل بالخطة نفسها التي طبقها جوارديولا بمهاجم وهمي دون رأس حربة صريح.. كذلك لعبت موهبة ميسي دورا في نجاح فلسفة بيب.

أما بايرن، ففي الفترة الأخيرة يعتمد على رأس حربة صريح، منذ ميروسلاف كلوزه مرورا بماريو جوميز ووصولا إلى ماريو ماندزوكيتش.

وتطويع توماس مولر وفرانك ريبري ليس سهلا: الأول يفتقد لموهبة ميسي والثاني يعني أن بايرن سيبدل كلية كل تحركاته. وهذا هو التحدي الأول لبيب.

2) مايسترو بايرن

باستيان شفانشتايجر لاعب رائع على مستوى ضغط الخصم والزيادة في الهجمات والالتزام بالواجبات الخططية المعقدة المختلفة، لكنه ليس شابي هرنانديز.

الاستحواذ هو اسم اللعبة في برشلونة، ومايسترو حفلات البلوجرانا كان شابي هرنانديز بقدراته غير الطبيعية في الإمساك بالكرة تحت قدميه وتمريرها بدقة مهما كانت الضغوط عليه.

أما في بايرن فاللياقة البدنية هو اسم اللعبة، وهذه مدرسة مختلفة تشكل التحدي الثاني لبيب جوارديولا.

وإن أصر بيب على استخدام فلسفته المعتادة والاعتماد على كرات قصيرة فالوحيد حاليا في قائمة بايرن الذي يصلح لذلك هو شاكيري.

يعد شاكيري اللاعب الأبرز في قائمة بايرن ميونيخ لربط الفريق وجعله يلعب كرة قصيرة عوضا عن الهجمات المباشرة التي اعتاد الفريق البافاري الاعتماد عليها.. لكن شاكيري يحتاج من يرفع مستواه ويستخرج أفضل ما لديه ويحوله من واعد إلى عملاق، فهل بيب يفعلها؟

3) أنانية روبن

أرين روبن يشكل التحدي الثالث لجوارديولا، فرغم حب بيب للمواهب الفردية والقدرة على الاحتفاظ بالكرة، لكن ليس بالدرجة التي يفعلها الهولندي الملقب بالقطار الزجاجي.

الانتقادات تطول روبن الذي تحول لبديل في بايرن بسبب أنانيته وعدم تغيير اسلوب لعبه الذي يعتمد منذ سنوات على الركض من الناحية اليمنى والكسر للتصويب بالقدم العكسية.

ومجددا لو رغب جوارديولا في نقل سحر برشلونة إلى بايرن ميونيخ فهو بحاجة لمواهب مثل روبن، وتفعيل النجم الأعسر مجددا سيكون من تحديات بيب.

4) ثنائي الدفاع

ليلعب برشلونة بهذا النسق غير الطبيعي اعتمد جوارديولا على أن يقف كل فريقه في حوالي ثلث ملعب.

دفاع برشلونة كان يتمركز في نقطة بعد منتصف الملعب حتى يضغط خصومه بشكل غير عادي يجعل منافسي البلوجرانا عاجزين عن التصرف بالكرة.

لكن دفاع برشلونة كان يتكون من جيرارد بيكي وكارليس بويول ومعهما يايا توريه وإريك أبيدال.. وجودة مدافعي بايرن بالتأكيد أقل.

كل من بادشتوبر ودانتي وفان بويتن وبواتنج إما يفتقر للسعة مثل بادشتوبر أو للرشاقة مثل فان بويتن أو للذكاء الخططي مثل دانتي أو لثبات المستوى مثل بواتنج.

وبالتالي ربما يضطر بيب لتغيير فلسفته ويعتمد على دفاع متوسط الضغط أي يقف على حدود منطقة جزاء بايرن لا في منتصف الملعب.

ووقتها يعوض بيب ضغط الدفاع بأنياب وسطه القوي للغاية بدنيا في حضور توني كروز وشفايني وتوماس مولر في الأمام كما يفعل بايرن في المباريات الكبرى.

أو يغير بيب هذا ويثبت أنه قادر على استخراج أقصى ما لدى كل لاعب، وينجح في تحويل دانتي وبواتنج وبادشتوبر لمدافعين أقوياء مستواهم ثابت لفترات طويلة.

للتواصل عبر تويتر

https://twitter.com/AhmedEzzeldin13

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات