كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 17 نوفمبر 2010 - 22:27

شيكابالا وأبو تريكة ومجاملات المنتخب

حفلت الساحة الكروية في الأونة الأخيرة بالعديد من المواقف والأخبار التي تستحق التوقف أمامها، في ظل حالة الغضب التي تجتاح البعض، وتزايد حدة التعصب بين جماهير الأندية، واتخاذ مواقف تستحق التعليق.

كان نجم فريق نادي الزمالك شيكابالا مثار اهتمام الجماهير والمسؤولين والخبراء في الأسابيع الأخيرة، بعد تألقه الواضح في مباريات الدوري العام وقيادته للفريق الأبيض لتصدر جدول مسابقة الدوري العام لأول مرة منذ فترة طويلة، ونال إشادة الجميع.

لكن شيكابالا فاجأ الجميع ورفض الانضمام لصفوف منتخب مصر بداعي الإصابة التي شكك فيها البعض داخل الجهاز الفني للمنتخب واعتبرها مجرد محاولة من اللاعب للتهرب من اللعب للمنتخب تحت قيادة الجهاز الفني الحالي مكتفيا باللعب مع فريق الزمالك.

شيكابالا حالة خاصة في الكرة المصرية في الفترة الأخيرة، بما يملكه من موهبة واضحة، لفتت أنظار الجميع إليه، ولكن لابد وأن هناك أسبابا وراء عدم انضمامه لصفوف المنتخب، لاسيما وأن اللعب للمنتخب أمنية أي لاعب كرة قدم في جميع أنحاء العالم، ولكن أن يرفض لاعب يمتلك موهبة شيكابالا اللعب على المستوى الدولي، فلابد وأن لديه أسبابا وراء ذلك.

شيكابالا اشتكى من عدم الاهتمام به في منتنخب مصر، ولديه شعور دفين بأنه لا يلقى المعاملة التي يستحقها في منتخب مصر، وأن هناك لاعبين أخرين يلقون معاملة أفضل منه، وهو ما يؤثر عليه نفسيا وبالتالي فنيا، ويفضل عدم اللعب لمنتخب مصر لهذا السبب، وهو ما يجب مناقشته والبحث عن حل له خوفا من إهدار هذه الموهبة، فهو يحتاج للتقويم وليس للكسر.

إذا كان الجهاز الفني لديه تحفظات على طريقة أداء شيكابالا، فلابد من توضيحها للاعب وللرأي العام، ومحاولة إصلاحها، كما أنه إذا كان للجهاز تحفظات على اللاعب فلماذا تم استدعائه، اللهم إلا إذا كان هذاالإستدعاء مجرد "سد خانة" لعدم التعرض لهجوم من جماهير الزمالك.

قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن البعض - وكاتب هذه السطور منهم - طالب محمد أبو تريكة، بإعادة التفكير من مستقبله الكروي على المستوى الدولي على الأقل، بعد تراجع مستواه الفني والبدني في الفترة الأخيرة، ولم يعد هو أبو تريكة الذي عرفته الجماهير، والذي كان يصنع الفارق لفريقه سواء منتخب مصر او فريق الأهلي.

حمل البعض مشعل الدفاع عن أبو تريكة، بشكل يحمل في طياته درجة نفاق فجه، وكأن من طلبوا من أبو تريكة دراسة الأمر من جديد والوقوف مع نفسه، محاولة لإجباره على الاعتزال، وهو قرار لا يستطيع أحد اتخاذه سوى اللاعب نفسه، أو أن الأمر لمجرد الهجوم على أبو تريكة، وهو مالم يقصده أحد، لأن أبو تريكة قيمة وقامة كبيرة ستبقى في تاريخ الكرة المصرية.

فالجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة " المعلم " حسن شحاتة ضم أبو تريكة لمعسكر المنتخب في مباراة أستراليا الودية الدولية الاخيرة، رغم أن أبو تريكة لم يشارك مع الأهلي في الفترة الماضية، وجاء هذا الاستدعاء كمحاولة لمساندة اللاعب نفسيا بعد المعاناة التي عاني منها مؤخرا، وتخلى جهاز المنتخب عن شروط الانضمام لصفوف الفراعنة التي وضعها منذ أن تولى المسؤولية في ديسمبر 2005.

تخلي جهاز المنتخب عن شروطه لضم اللاعبين لصفوف الفريق الوطني، لم تتوقف عند أبوتريكة فقط، بل أن الجهاز فتح باب الإستثناءات أمام العديد من اللاعبين، منهم محمد زيدان لاعب فريق بروسيا دورتموند الألماني، والغائب عن الملاعب منذ سبعة شهور تقريبا بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي.

برر الجهاز الفني لمنتخب مصر ضم زيدان ، بأنه نوع من تجهيز اللاعب وإدخاله جو المنتحب ، وهو مبرر غير مستساغ أو مقبول وفيه مجاملة واضحة للاعب ، وهذا ليس تقليلا من إمكانيات زيدان ، لأنه يمتلك إمكانيات كبيرة بالفعل ، الأمر وصل إلى حد ضم أحد اللاعبين مجاملة لنائب رئيس الإتحاد هاني أبوريدة ، الذي يخوض إنتخابات مجلس الشعب في بورسعيد ، " طبعا عرفتوا مين اللاعب " ، كما أن الجهاز الفني للمنتخب تراجع عن ضم حارس الأهلي الجديد محمد أبوالسعود ، خوفا من سؤال جماهير الأهلي لعدم ضم شريف إكرامي من قبل .

باب المجاملات فتح على مصرعيه في منتخب مصر مؤخرا ، وسيدفع الجهاز الفني ثمن مجاملاته مستقبلا ، لأن العدل أساس الحكم كما هو معروف في كتب القانون ، ومتفق عليه ، وعندما يتخلى الجهاز الفني عن عدله الذي كان يطبقه في الماضي القريب ، فإنه سيكون مطالبا بمجاملة بقية اللاعبين .

عدل الجهاز الفني للمنتخب تخطى لاعب الإسماعيلي عبد الله السعيد ، الذي كان يستحق الإنضمام لصفوف المنتخب ، بعد تألقه الواضح واللافت للنظر مع فريق الدراويش في الدوري العام ، خاصة وأنه مازال صغيرا ، وبررالجهاز الفني عدم إختيار السعيد ، بوجود أكثر من لاعب في نفس مركزه ، وهو مبرر غير مقنع ، اللهم إلا إذا كان تجاهله لحساب لاعبين أخرين .

الجهاز الفني أعلن عن بداية مرحلة تجديد صفوف الفريق الوطني منذ إنتهاء بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة ، وتجديد الصفوف كما نعرفه تكون بضخ دماء جديدة في المنتخب ، وليس الإبقاء على اللاعبين القدامي ، وضم لاعبين جدد أمثال حفني أو إبراهيم صلاح وأحمد دويدار ، أمر جيد ويحسب للجهاز الفني ، ولكن لابد وأن يستمر العدل على جميع اللاعبين ، وإختيارات اللاعبين حق مكفول للجهاز الفني في النهاية لأنه من سيحاسب أمام الجماهير الغاضبة بسبب موقف الفريق في تصفيات أمم أفريقيا .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات